أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عزمه التنازل عن كافة القضايا المرفوعة ضد أفراد اتهموا بإهانته، وقال إنه اتخذ قراره هذا بعد أن ألهمه تلاحم الشعب التركي عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها البلاد أواسط الشهر الحالي.
وكانت السلطات قد وافقت على قرابة ألفي دعوى قضائية بشأن اتهامات بالإساءة إلى أردوغان خلال العامين الماضيين.
وقال أردوغان إنه "يسحب كافة الدعاوى بحق كل من أساء لشخصه" موضحا أن العفو "لمرة واحدة فقط".
كما هاجم بشدة دولا انتقدت إجراءات تركيا عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، قائلا "اهتموا بشؤونكم".
وكان أردوغان قد انتقد الجنرال جوزيف فوتيل، قائد القيادة الوسطى الأمريكية، قائلا إنه يقف "إلى جانب الانقلابيين".
وقال فوتيل الخميس إن سجن بعض القادة العسكريين في تركيا قد يضر التعاون العسكري الأمريكي التركي .
وكانت السلطات في تركيا قد أعلنت الجمعة أن عدد الذين اعتقلوا على خلفية محاولة الانقلاب تجاوز 18 ألف معتقل.
وأُنهيت خدمة أكثر من مئة جنرال، واعتُقل آلاف الضباط منذ محاولة الانقلاب في 15 يوليو/تموز الحالي.
ورفض أردوغان بشدة أي انتقادات لما قامت به الحكومة منذ محاولة الانقلاب.
وقال: "البعض يقدم نصائح، ويقولون إنهم قلقون، اهتموا بشؤونكم! انظروا إلى ما فعلتم".
وأضاف: "لم يأت أحد لتقديم العزاء سواء من الاتحاد الأوروبي...أو من الغرب...هذه الدول أو هؤلاء القادة الذين لا يقلقون بشأن الديمقراطية في تركيا وأرواح مواطنينا ومستقبلها - بينما يقلقون بشأن مصير الانقلابيين - لا يمكن أن يكونوا أصدقاء لنا".
وقال رئيس الوزراء بن علي يلديرم إن تركيا نجحت الآن في إزالة كافة العناصر المرتبطة برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله غولن.
وتتهم السلطات التركية غولن بالمسؤولية عن محاولة الانقلاب الفاشلة. لكن غولن، الذي يعيش في المنفى الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999، ينفي هذه الاتهامات.
"اعرف مقامك !"
وكان الرئيس التركي قال للجنرال فوتيل في وقت سابق من يوم الجمعة أن "يعرف مقامه"، مضيفا "اتخذت جانب المتآمرين بدل أن تشكر هذه الدولة التي دحرت المحاولة الانقلابية."
وكان الجنرال الأمريكي فوتيل قال يوم الخميس "كانت لنا علاقات طيبة بالتأكيد مع عدد كبير من القادة الأتراك، وخصوصا العسكريين منهم، وأنا أشعر بقلق بشأن تأثير (المحاولة الانقلابية) على هذه العلاقات مستقبلا."
ورد فوتيل على التصريحات التي أدلى بها الرئيس التركي يوم الجمعة بالقول إن التقارير التي تتحدث عن تورطه في المحاولة الانقلابية "مؤسفة وغير صحيحة بالمرة."
وأضاف القائد العسكري الأمريكي أن تركيا كانت على مدى أعوام عديدة "شريكة حيوية ومهمة" للولايات المتحدة، وقال إنه يتطلع إلى استمرار هذه الشراكة في الحرب ضد التنظيم الذي يطلق على نفسه اسم "الدولة الإسلامية."
من جانبه، قال مدير جهاز الاستخبارات الوطني الأمريكي جيمس كلابر يوم الخميس إن حملة الاعتقالات الجارية في تركيا تقوض التعاون بين الولايات المتحدة وتركيا في محاربة التنظيم المتطرف المذكور.
عن البيبيسي