تحديات تكيف مجموعة CEDEAO مع الواقع الجديد

في اجتمع رؤساء دول وحكومات المجموعة الاقتصادية CEDEAO لدول غرب أفريقيا في داكار، في مؤتمرهم التاسع والأربعين والذي طغت فيه السياسة على الاقتصاد كمظهر من مظاهر التغيير في المجموعة.

فكان الإرهاب والقضايا الأمنية في المنطقة هي الحاضر الأكبر وهي تحديات يتعيّن على المنظمة أن تصلح نفسها بعمق حتى تواجهها. 

في وقت إنشائها في عام 1975، كانت مجموعة ال15 دولة ذات التشكيل المتنوع سياسيا ولغويا واقتصاديا تسعى لتعزيز التكامل الاقتصادي الإقليمي.

ولكن منذ وقت مبكر من التسعينات، تزايد دورها السياسي بعد انخراطها في تعزيز السلام والأمن في المنطقة العائق الأكبر لنمو اقتصادات دول المنطقة الهشة التي تعاني من عدم الاستقرار السياسي، مما اضطر المجموعة للعب دور "رجل الاطفاء" في عدد من الأزمات.

وقد حقّقت نجاحا في بعض الدول. 

لكن المنظمة الآن تواجه أزمات أكثر تعقيدا تتجاوز حدود البلدان وحتى المنطقة، كما هو الحال بالنسبة لأزمة الساحل وحوض بحيرة تشاد، مما يحتم عليها بذل المزيد من الجهد لتكون فعالة. ففي منطقة الساحل هي غير مجهزة لمكافحة الجريمة العابرة للحدود، لذا سيكون من الصعب استعادة الاستقرار في المنطقة دون تطوير، آليات لمكافحة الجريمة المنظمة، بالمعنى الواسع، بما في ذلك الإرهاب والاتجار بالمخدرات والأشخاص أو الأسلحة.

فمواجهة ظاهرة بوكو حرام يعيقها عدم وجود إطار قانوني مشترك مع المجموعة الاقتصادية لدول وسط أفريقيا، التي تعد الكاميرون وتشاد أعضاء فيها.  فحتى تكون المعركة ضد بوكو حرام ناجعة يتعين تفعيل التعاون مع الدول والمنظمات المجاورة في وسط أفريقيا ولكن أيضا في شمال أفريقيا، قاعدة أو نقطة انطلاق الحركات الإجرامية والعنيفة الأخرى. 

كما عانت المجموعة، على مر السنين، من نقص الوسائل العسكرية والقدرة على التعبئة الدبلوماسية، مما يخلق صعوبات كبيرة للتدخل في سياق نزاع مسلح مفتوح، كما هو الحال في مالي، على سبيل المثال، سواء لمنع هذا النوع من الصراعات أو إيقافه. لذا على المنظمة إعادة تفعيل ذراعها المسلح الذي أُنشئ سنة 1991 ووضع دبلوماسية نشطة ومتسقة. 

ولا توجد أي منظمة إقليمية قوية دون دولة رائدة. ونيجيريا، لديها ثقل اقتصادي وديمغرافي وهي الأنسب للعب دور المحرك للإصلاح. تستحوذ على 77 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي في المجموعة، وعلى هذا النحو، فهي الأقدر على توفير الموارد المالية للمنظمة لحفظ السلام أو فرض السلام. 

لمتابعة الأصل اضغط هنا:

http://www.jeuneafrique.com/339678/politique/a-41-ans-cedeao-sadapter-au...