أعلن الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية، إنه يدرس القيام بمبادرات عربية جديدة لتسوية بعض الأزمات التي يعيشها العالم العربي.
وقال ولد عبد العزيز في مقابلة مع صحيفة "الأهرام" المصرية: "ندرس القيام بمبادرات عربية لأن هذا الأمر واجبنا فلابد من التوصل لتسوية المشاكل العربية"؛ وشدد الرئيس الموريتاني على ضرورة أن "تتقدم الدول العربية سياسياً واقتصادياً وأن نعمل على توظيف طاقتنا لخدمة قضايا الأمة".
وكانت موريتانيا قد استضافت الأسبوع الماضي أول قمة عربية فوق أراضيها اختارت لها شعار "قمة الأمل"، وخرجت بتوصيات ضمن "إعلان نواكشوط" تحث على تعزيز العمل العربي المشترك وتعزيز الحوار والحلول السلمية للمشاكل العربية البينية.
وتولت موريتانيا في ختام قمة نواكشوط رئاسة مختلف الهيئات في جامعة الدول العربية، فيما تسلم الرئيس الموريتاني من مصر الرئاسة الدورية لجامعة الدول العربية.
إنقاذ القمة
وحول استضافة نواكشوط للقمة بعد اعتذار المغرب المفاجئ، قال ولد عبد العزيز "كان من الضروري أن يتلاقى العرب مهما كلفنا الأمر"، مشيراً إلى أن "معظم الدول العربية تمر بأزمات خانقة وندعو الله أن نخرج من هذه المحن أقوي".
وأضاف ولد عبد العزيز: "بعد اعتذار المملكة المغربية عن استضافة القمة العربية كنت مهيأ نفسيا لاستضافتها وقلت إن القمة يجب أن تنعقد في نواكشوط مهما كلفنا ذلك الأمر"، ولكنه أشار إلى أن العاصمة نواكشوط "لم تكن مهيأة وجاهزة لاستقبال القمة لذا فإننا عملنا كل ما من شأنه تجهيز المدينة ومنشآتها للقمة".
وفيما يتعلق بالجانب الأمني الذي أثار الكثير من اللغط قبل وأثناء القمة، قال الرئيس الموريتاني: "لقد كانت لدي قناعة قوية أن الأمن الموريتاني مؤهل لتأمين فعاليات القمة، وقد سارت الأمور على خير ولم تحدث أي مشاكل"، وفق تعبيره.
مواجهة إسرائيل
وحول موضوع العلاقات مع إسرائيل والحضور الإسرائيلي المتزايد في القارة الأفريقية، قال ولد عبد العزيز في مقابلته مع "الأهرام" إنه من واجب العرب جميعاً "مواجهة التحركات الإسرائيلية في إفريقيا"، مشيراً إلى أن "مصالح الأفارقة مع العرب أكبر من مصالحهم مع إسرائيل، وقد جربت موريتانيا العلاقات مع إسرائيل ولم تجن منها شيئاً"، وفق تعبيره.
وفي تعليق على الجولة الأخيرة التي قام رئيس الوزراء الإسرائيلي في أفريقيا، قال ولد عبد العزيز: "لا يتمتع نتيانياهو بأي خبرة سوي في القتل واختلاق الأكاذيب".
وأكد ولد عبد العزيز أن موريتانيا مستعدة لدفع ثمن قرار قطع العلاقات مع إسرائيل لأنه "لم يكن هناك أي مبرر لوجود سفارة إسرائيلية في نواكشوط"، مشيراً إلى أن موريتانيا تواجه صعوبات في مجال حقوق الإنسان، وأضاف: "الغريب أنه في الوقت الذي كانت هناك مشكلات تجاوزات كبيرة في ملف حقوق الإنسان في موريتانيا في السنوات السابقة، كان الحديث عن تلك التجاوزات خافتاً من قبل منظمات حقوق الإنسان، واليوم حين تحسن ملف حقوق الإنسان في موريتانيا نرى ونسمع انتقادات كبيرة لموريتانيا في هذا الملف".
الوضع الاقتصادي
وفي سياق حديثه عن الوضع الاقتصادي في البلاد، قال ولد عبد العزيز إن "موريتانيا تملك مؤهلات اقتصادية كبيرة، فهناك في الأرض الموريتانية ثروة هائلة من المعادن كالذهب والنحاس والحديد".
وأضاف في السياق ذاته أن "الزراعة آخذة في التطور حيث إن موريتانيا تمكنت من توفير 85 في المائة من احتياجاتها من الأرز، ونأمل تحقيق الاكتفاء الكامل من احتياجاتنا من الأرز خلال العام المقبل وهذا هو الاستقلال الحقيقي".
كما تحدث ولد عبد العزيز عن "إنتاج هائل" من الثروة السمكية في موريتانيا، قبل أن يضيف: "لدينا إمكانية لتصدير مليون طن من الأسماك سنوياً"، على حد تعبيره.
أما فيما يتعلق بنسبة النمو فقال إنها وصلت إلى معدل 5 في المائة، مؤكداً أن معدلات الأجور تتحسن في ظل زيادة بنسبة 50 في المائة.