لسنا بحاجة إلي مجلس أعلي للصحافة يقتتل أعضاؤه ومنتسبيه على مساعدات ، هي في الأصل غير مضمونة الوجود ، وإن وجدت فستضر الحقل أكثر مماتفيده ...
لا نريد سلطة رقابة تراقب الفراغ وتتستر على فعال عرائس من ورق ظلت لمدى العقدين الماضين تتبادل الأدوار والمواقع في استعراضات طاوسية لا تخلو من نحس وسوء طالع.
عرائس محنطة تعودت العهر ومط الشفاه ومداعبة الضفائر امام كل نظام حاكم أو أخر يحتمل وصوله إلي السلطة ولو بعد حين ...
عرائس تحسن الرقص على كل اقاع وتذوب انسجاما وتناغما مع كل لحن حزين تلعن أوتاره امتنا وتهتك سترها ...
لا نريد اصداء اعلامية تردد بغباء كل سوء يقال عن هذا البلد ، يستهدف لحمته واستقراره وديمومته ، بل وتسعاد عن تأمر وجهل في تحويله إلي مادة محلية الصنع ...
لا نريد منابر اعلامية تلقي من خلالها خطب داعش أو القاعدة ... لا نريد صحفا سنغالية ولا مواقع مغربية ولا قنوات مالية أو ليبية ... لا نريد حراسا لمعابد تركية ولا مبشرين بحسنيات شيعية إرانية ..
ما نريده وما نحتاجه حقا هو خلق هيئة وطنية تشرف على رسم سياسة استراتجية اعلامية واضحة الأهداف والمقاصد تمتلك القدرة على التعامل مع المستجدات وتحافظ على الثوابت ... تروض وتأطر ماهو موجود حتى تعيده إلي الحظيرة الوطنية..
فماتعرفه بلادنا اليوم من هجمة اعلامية - وقحة وخطيرة توشي بسوء النية وخبث المقصد - تتصاعد حدتها وتتسارع وتيرتها يوما بعد يوم .. ويتنوع ابطلاها في مشهد ادراماتكي يجعل منا جمهورا مهذبا يحسن المشاهدة ويجيد الاستماع ، بل ويشارك في صناعة الديكور ويتفنن في تشكيل الألوان وانتقاء المساحيق ، ومرتنة الصورة ... يجعلنا بحاجة إلي تغير أولوياتنا ويدعونا للوقوف لحظة، لنتأمل الخطر ونستنفر طاقاتنا لمواجهته بدل التصارع على غنائم سنخسرها بخسارة الوطن لا قدر الله.
محمد فال ولد حرمه