مع بروز ما بات يسمى بظاهرة بيرام ولد اعبيدي بادرت شخصيات حقوقية، وسياسية، وصحفيون إلى تبني هذه الظاهرة، والدفاع عن بيرام، ونهجه بطريقة فاقت ما يطرحه بيرام نفسه، وتفوق هؤلاء على الرجل في تطرف الخطاب، واستماتوا في الذود عن الرجل بكل ما أوتوا من قوة، والمفارقة العجيبة أن من كانوا من أقرب مقربي بيرام، ومن كتبوا عنه إشادة، وثناء، وتقديسا هم اليوم ألد أعدائه، ويلعنونه
ليل نهار، وانقلبوا 180 درجة في الاتجاه الآخر، دون خجل ولا وجل.
فهل هي صحوة ضمير متأخرة من هؤلاء، أم هي صفقات تحت الطاولة مع جهات في النظام، أم هي مخادعة من هؤلاء، فكما كان ولاؤهم لبيرام "زائفا" قد يكون ولاؤهم اليوم للنظام زائفا هو الآخر، هل سيثق النظام في هؤلاء الذين يبدلون قناعاتهم بين عشية وضحاها؟؟؟؟!!!
أسئلة محيرة، تبقى الأيام كفيلة بالإجابة عنها، ويرى المراقبون أن النظام رغم عدائه لبيرام يبقى أكثر احتراما له من فلوله المنشقين عنه، لأن بيرام على الأقل ثبت على رأيه، وتمسك بقناعته حتى لو كانت خاطئة، رغم السجن، والملاحقة، بعكس من بدلوا تلك القناعة، وباعوا ذلك الرأي بثمن لم يقبضوه كاملا على ما يبدو، مكتفين بالظهور مع شخصيات مقربة من النظام، والتفاخر بذلك، وهم كانوا بالأمس القريب يعتبرون تلك الشخصيات "إقطاعية، واستبدادية، وعنصرية".
ليس الغريب في الأمر أن يبيع الشخص قناعته بمصلحته الشخصية، فالإنسان بطبعه مجبول على حب المنفعة الذاتية، لكن الغريب كل الغرابة ألا يخجل الشخص من مناقضة ماضيه القريب في العلن، فمن يعود إلى كوكل ويقارن بين ما كتبه هؤلاء، وما يكتبونه اليوم سيصاب بصدمة كبيرة، خاصة وأن أي شيء لم يتغير في الموازين حتى يبدل هؤلاء مواقفهم بهذه الطريقة، فالنظام لا يزال هو نفسه، وبيرام لا يزال على سيرته الأولى، ما حصل هو أن هؤلاء انتقلوا من التطرف إلى التزلف، وتبقى أفضل جملة يمكن وصف تصرف هؤلاء بها هي المثل الشعبي الموريتاني المعروف" أل كان يكتل ما اتل ايحشم".