ما إن يخرج السائق من مدينة روصو في اتجاه كيهيدي حتى تتحول الطريق إلى حفر ومطبات يعاني السائقون الأمرين للسيطرة على عجلة القيادة وتفادي فخاخ الخطر التي حولت الطريق إلى تقعرات وأخاديد أكثر مضاء من السيوف تمزق الإطارات وتلحق الضرار بمكابح التحكم في السيارات..وربما خرج الوضع عن السيطرة فانقلبت العربة أو انحرفت عن الطريق ملحقة أضرارا بالغة بالركاب..
"الطريق أصبح خطرا على المارة والركاب" يعلق السائق ممادو كيسى بعد أنزل آخر راكب معه بمحطة للمسافرين ببوكى، إنها نهاية رحلة يومية بدأت من كيهيدي مع تباشير الفجر، لكن المقطع الأكثر صعوبة هو في 15 كم قبل الوصول لباببى من مدينة كيهيدي، حيث يجري العمل على إعادة الطريق الممتد حوالي 100 كم بدء من هذا المقطع لقد تم جرف الطريق الاسفلتي، وتم ملؤه بتلال الرمال، لم تكلف الشركة نفسها عناء تسوية ممر آمن وسالك للسيارات والشاحنات التي تناثرت بين النجاد والوهاد للوصول إلى بقايا حفريات الطريق المسفلت يقول السائق ممادو.
وفي الوقت الذي كانت ساعة من الزمن تكفي لاجتياز هذا الطريق، أصبح هذا الزمن لا يكفي لقطع المقطع المعاد تأهليه يعلق أحد الركاب، ويكاد الغبار المنبعث جراء عبور السيارات أن يحجب الرؤية ويوقع السائقين في ورطة خاصة أثناء ساعات الليل وبعد حلول الظلام.
لا يجد السائق إبراهيم جالو أبلغ في وصف الطريق من تشبيه بمراغة الحيوان بعد ما كان شريان الحياة الأهم لربط مدن وقرى الضفة حيث لا تسلكه السيارات فقط بل العربات والمشاة، زالخيل والبغال والحمير، التي هي وسيلة النقل الأكثر شيوعا لدى السكان المحليين، ومن هنا كانت مطالب السكان بالإسراع في إعادة تأهيل الطريق والالتزام ب18 شهرا التي أعطيت لاستكمال العمل في هذا المقطع..
على مقربة من الطريق المسفلت يوقف السائق عمر باه عربته المحملة بحاويات القش في انتظار استكمال الرحلة إلى قرية "وتًي" في الجانب الآخر من الطريق، إنها رحلة محفوفة بالمصاعب يعلق عمر وهو يشير إلى الحواجر الرملية التي جلبتها الشركة لمنع اجتياز الطريق، ومع ذلك والقول لعمر فإن أصحاب العربات أكثر معاناة لما يتطلب البحث عن ممرات سالكة من وقت وجهد على حد تعبيره.
لا أحد هنا يشكك في أهمية إعادة تأهيل هذا الطريق بعدما وصلت مقاطع منه إلى حالة مزرية، شبهها بعضهم " براص لكرع" لكن الجميع يبدي قلقه من مصير التجمعات والقرى المحيطة مع اقتراب موسم الأمطار وجرف قنوات تصريف مياه السيول في المقاطع المعاد تأهيلها.. وفي حال تحولت نقاط العبور إلى برك وسباخ طينية موحلة.. إن مستقبل تلك المناطق قد لا يختلف في شيء عن واقع عشرات القرى في آفطوط والتي ما زالت تطوقها العزلة، وتعزلها الوهاد الموحشة والأودية المقفرة عن باقي مناطق الوطن طيلة موسم الأمطار يعلق أحد الركاب كان في طريقه إلى قربة بوغول 60 كم إلى الشمال الشرقي من أمبود.
في المحاور المعبدة بين مدن آفطوط لا تخطئ العين مظاهر للإهمال كألسنة الرمال التي تكاد أن تلتهم الطرق في بعض المحاور، وخاصة طريق السواطه - شكار، وكذا قنوات صرف مياه الأمطار التي أصبح بعضها في وضعية مزرية، والأدهى أن يغض الطرف عن الحمولة الزائدة للشاحنات الكبيرة، وعن السرعة المفرطة، رغم ماتبذله الدولة من جهود معتبرة، وتساهل السائقين في التقيد بأبسط متطلبات السلامة الطرقية يعلق أحد السائقين وهو يشير إلى تناثر حمولة إحدى الشاحنات قبالة قرية بدر التابعة لبلدية تنغدج، بعد انحرافها عن الطريق، وإلى ألسنة الرمال الممدة على جنبات الطريق كظاهرة جديدة هذه السنة.
رغم قصر الطريق التي تعالج في المدخل الغربي لمدينة ألاك فإن خروج الطريق والدخول إليها محفوف بالخطر نظرا لعدم تسوية الطريق وإصلاح ممرات آمنة لدخول السيارات الصغيرة والشاحنات الكبيرة.
لا تعتبر طريق روصو كيهيدي الصعبة لوحدها فالمقطع الطرقي الرابط بين مدنتي ألاك وشكار هو الآخر في وضعية صعبة وسيئة، رغم بدء أعمال الصيانة التي تحمل معها حولين كاملين من المعاناة.
تقول أمامة وهي سائقة سيارة صغيرة، في رحلتي إلى مناطق الضفة لمرة واحدة وتكلفت في صيانتها مايساوي 18 ألف أوقية جديدة.
وفي رحلتي الثانية تكاد السيارة تخرب لسوء الطريق وأظن أن ماكنتها خربت بسبب الأعطاب التي لحقتها في محور روصو كيهيدي.
وكان الرئيس غزواني قد أشرف نهاية ديسمبر 2022 على إطلاق أشغال تأهيل المقطع الطرقي بوكى – كيهيدي الذي يبلغ طوله 100كم.
وتبلغ الكلفة الإجمالية لتأهيل هذا المقطع الذي من المتوقع أن تنتهي الأشغال فيه خلال 18 شهرا، 792.802.523 أوقية.