تعيش العاصمة نواكشوط منذ فترة طويلة أزمة نظافة، بذلت الدولة جهودا مضنية للقضاء عليها، من خلال جملة من الإجراءات من بينها تنظيم عدد من الحملات التي شاركت فيها كافة القطاعات بما فيها الجيش الوطني.
كما تم توقيع أتفاقية مع شركة نظافة أجنبية استمرت عدة سنوات لكنها فشلت فى تحقيق الهدف المرجو منها قبل أن يتم فسخ العقد.
وظلت الوضعية تزداد سوء والسلطات العمومية تبحث عن حل وطني لهذه المعضلة، وهذا ما سعى إليه المجلس الحضري الحالي لمدينة نواكشوط برئاسة السيدة اماتي بنت حمادي منذ تسلمه لمهامه.
وحسب السيد جدو ولد الشيخ أحمد، رئيس خلية المجلس الحضري والاعلام والترجمة بالمجموعة الحضرية، فإن المجموعة وضعت خطة عمل تضمنت إعلان مناقصة وطنية لمجموعة من المؤسسات الوطنية الخصوصية تشجيعا للمقاولات الصغيرة.
وقال إن هذا الإعلان توج باختيار ثلاث شركات على مستوى ولايات نواكشوط الثلاث، وذلك بواسطة لجنة الصفقات السيادية واعتمدت في الاختيار، الاجراءات القانونية والادارية المعمول بها في بلادنا.
وأشار إلى أن هناك لجنة على مستوى كل ولاية مكلفة بالمتابعة والتقييم تحت رئاسة والي الولاية وبعضوية حكام المقاطعات والعمد وممثل عن المجموعة الحضرية.
ومن بين الشركات التي تم اختيارها شركة "مالكود" للنظافة التي يؤكد مسؤولها الاداري السيد اعل الشيخ ولد معط، إنها تقوم بعملها على ما يرام في إطار تنظيف ولاية نواكشوط الجنوبية.
وأضاف أنه منذ ما يزيد على شهر والشركة تحضر لمواجهة موسم الخريف، حيث تم وضع خطة متكاملة على أساس إمكانياتها.
وقال إن شركته تتوفر على 450 عاملا بينهم سواق وحمالة وفنيون و47 شاحنة بينها 6 سيارات للشحن والضغط على النفايات، إضافة إلى 4 صهاريج لشفط الماء و20 سيارة لنقل الاوساخ إلى مكان طمرها خارج نواكشوط.
وأكد السيد اعل الشيخ ولد معط، أنه خلال 15 يوما تم نقل 5000 طن من الاوساخ، مشيرا إلى أن شركته تقوم بعملية الرش بعد نقل القمامة وفي أماكن البقع المائية بعد شفطها، إلا أنها تحتاج لمكان يتم فيه تجميع الأوساخ.
وأبرز أن الشركة لديها تنسيق يومي مع السلطات الادارية في مختلف مراحل عملها.
من جهته أوضح السيد لبات ولد ايتاه، المدير العام لمؤسسة لبات للأشغال العامة إن شركته أعدت خطة متكاملة على مستوى ولاية نواكشوط الشمالية ووزعت الآليات المتوفرة على المقاطعات الثلاث.
وأوضح أن لدى الشركة عدة شاحنات لجمع ونقل الاوساخ وضغطها و12 عشر سيارة لنقل الاوساخ من جميع نقاط التجميع نحو مكان طمر الأوساخ وجراف لنقل القمامات.
وأضاف أن هناك نقاطا لتجميع القمامات مازالت بحاجة للكثير من العمل وقد خصصت لها الشركة 6 سيارات وجرافا.
وقال إن كل تلك الآليات تسيرها فرق من العمال المدربين. مشيرا إلى أن شركته تقوم بعمليات رش وتعقيم طيلة فترة موسم الخريف الجاري.
وعبر مسؤول الشركة عن شكره للسلطات العمومية على العناية التي أولتها للمقاولين الخصوصيين، داعيا وسائل الاعلام والمواطنين إلى التعاون مع هذه الشركات، باعتبار العمل سيظل ناقصا إذا لم تتضافر جهود الجميع لإنجاحه.
وبالنسبة لولاية انواكشوط الغربية، فإن عملية النظافة قد أوكلت إلى مؤسسة الأعمال والاشغال المختلفة المنتدبة عن تجمع ثلاث مؤسسات (أم القرى وماتراك وشامخ).
ويقول المدير العام لهذه المؤسسة السيد محمود ولد لقظف، إن مهمة مؤسسته هي تسيير النفايات الصلبة بولاية نواكشوط الغربية ورش أماكن القمامة والمياه الراكدة وتعقيمها بعد نزع القمامة من مكانها، مشيرا إلى أن هذه العملية تستمر طيلة موسم الخريف.
وأضاف أن هذه المسؤولية المتعلقة بالسهر على نظافة الولاية، تشكل تحديا لابد من رفعه خاصة أن هناك من يقول إن الشركات الوطنية عاجزة عن القيام بهذا الدور، "ونحن الآن مصرون على رفع هذا التحدي خصوصا وأن للشركة تجربة كبيرة في هذا المجال وطاقما متخصصا ووسائل خاصة بهذا العمل".
وثمن الأولوية التي يمنحها رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز لتشجيع المقاولات الخاصة وتوظيف الخبرات الوطنية، مما مكن من توفير عملات صعبة.
وأضاف أن شركته جاهزة للقيام هذه المهمة وتعتمد على وسائل حديثة حيث تتوفرعلى 4 سيارات متخصصة فى تجميع الاوساخ وضغطها وهي سيارات ثلاثية العجلات و8 سيارات شحن للنقل خارج المدينة حيث مكان دفن النفايات في المكان المعهود، موضحا أن هناك 6 سيارات تجوب الولاية يوميا لهذا الغرض.
وقال إن الشركة تتوفر كذلك على 15 سيارة أخرى يمكن استخدامها عند الحاجة، مشيرا إلى أن عمليات تجميع الاوساخ تمر بمرحلتي تجميع أولي وتجميع ثان قبل نقلها وطمرها.
وطالب مدير المؤسسة وسائل الاعلام بالعمل على توعية المواطن حول التعامل مع النظافة داخل المنزل وأمام واجهته خاصة أن النظافة سلوك مدني، مؤكدا أن هذا التحدي لايمكن رفعه إلا بجهود الجميع.
وأشار إلى أن من مهام شركته تقييم نقاط تجميع القمامة والمياه الراكدة في جميع مقاطعات الولاية خلال موسم الخريف.
ويجمع مختلف المعنيين بنظافة العاصمة بولاياتها الثلاث، على أن تنظيفها يشكل رهانا يجب كسبه وفي أقرب الآجال، وفي انتظار ذلك يبقى تشجيع المقاولات الخصوصية مكسبا لا مراء فيه.