ولد النني سفيرا في مالي...ملفات الأمن والدبلوماسية ومهمة إحياء G5

من بين الملفات المتعددة التي يحملها السفير الجديد لموريتانيا في مالي الدكتور شيخنا ولد النني يبرز ملف يتعلق بمالي نفسها أكثر مما يتعلق ببلده موريتانيا، فمهمة الرجل الجديد يمكن اعتبارها مهمة إقليمية بامتياز.

تحمل موريتانيا على عاتقها هم إعادة مالي إلى مجموعة الخمس لمنطقة الساحل، تلك المنظمة المهمة التي نشأت بمبادرة من موريتانيا، ومثلت خلال السنوات المنصرمة إطارا إقليميا نوعيا غير المطبات الكبيرة التي واجهتها.

ومن بين الدبلوماسيين الموريتانيين اختار الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني السيد شيخنا ولد النني الذي يعتبر واحدا من أبرز الدبلوماسيين ورجال الإقليم الساحلي منذ أكثر من عقدين على الأقل.

ينتمي ولد النني إلى مدينة أطار يحمل نفس الاسم الذي أطلقه المريدون على والد الرئيس الغزواني، وهو بدوره أيضا ينتمي إلى حاضنة ذات تاريخ طويل ومؤثر في المنطقة وخصوصا في شرق وشمال البلاد.

منذ قرابة  15 سنة تنقل شيخنا بين محطات دبلوماسية امتازت دائما بأهميتها وتأثيرها المباشر على موريتانيا أو على منطقة الساحل، عمل الرجل سفيرا لبلاده في النيجر والتشاد، قبل أن ينتقل إلى السنغال التي تمثل مع المغرب وفرنسا

" مثلت الخطر الدبلوماسي" بالنسبة لموريتانيا وفق ما يرى مراقبون.

يملك الرجل شبكة علاقات واسعة اكتسبها منذ تسعينيات القرن المنصرم مع عدد كبير من السياسيين ورجال الأعمال والشخصيات الدينية والفنية والإعلامية في منطقة الساحل وفي فرنسا ودول المغرب، وفي أحيان كثيرة وجدت موريتانيا نفسها مضطرة إلى استخدام علاقات الرجل من أجل تسوية ملف حساس.

سيكون على شيخنا الاتصال الدائم بقائد الانقلاب والرجل القوي في مالي السيد قاسيمي كويتي وكبار وزرائه من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة من أجل عودة مالي إلى حضن مجموعة الخمس لدول الساحل.

وستحقق هذه العودة بالنسبة لمالي نفسها عودة إلى فضائها الإقليمي بما يعنيه ذلك من تطبيع للعلاقات مع الجوار ومع القوى الدولية المهتمة بمالي وأمن الساحل بشكل عام.

كما أنها تعني أيضا استئناف مجموعة كبيرة من البرامح التنموية والأمنية والسياسية التي أقرتها مجموعة الخمس وشركاؤها الدوليون، ورصدت  لها تمويلات بمليارات من الدولار.

 

حقيبة دبلوماسية حافلة بالملفات المثيرة

على الصعيد المحلي سيدير الرجل أكثر من ملف مشترك بين موريتانيا ومالي منها على سبيل المثال

الملف الأمني المشترك بين البلدين: خصوصا في ظل تنامي هجمات مسلحي فاغنير على تجار موريتانيين داخل الأراضي المالية، وقطعا ستكون فاغنير نفسها في صميم اهتمام السفير الجديد، وضمن هذا  الملف الأمني ستكون حركة الأرهاب وتمثلاته العرقية محور أساسيا لسفير موريتانيا الذي يدرك أكثر من غيره أن العنف في مالي بات مركبا يتداخل فيه العرق والتجارة والتنافس السياس.

الملف الاقتصادي: حيث تمتاز حركة التبادل بين البلدين بالانتظام والأهمية والعفوية، ويصعب ضبطها بشكل تام بسبب طول الحدود وتعدد مراكز التماس بين البلدين

وضعية اللاجئين الماليين في موريتانيا: حيث يعتبر مخيم امبرة على سبيل المثال الأكبر إفريقيا، لكنه يعتبر ضمن خمسة أهم وأحسن مخيمات لجوء عالمية،  ويتداخل في هذا الملف علاقات موريتانيا بمالي وبالمنظمات الدولية الراعية للمخيم.

 

وبين هذا وذاك تبقى يوميات السفير شيخنا ولد النني حافلة بالحركية والعمل من أجل وضع بصمة أخرى في مساره الدبلوماسي، حيث كان وجوده على رأس سفارة موريتانية علامة على فعالية مشهودة