الملف المسكوت عنه.. الأغنياء والاستغلال الجنسي لـ«خادمات المنازل»

تضطرهن الظروف الصعبة للعمل في المنازل كـ"خادمات"، فلقمة العيش صعبة، يتعرضن لكل أشكال التحرش من أصحاب المنازل، يتحولن من فتيات يعملن من أجل لقمة العيش بسبب الظروف الصعبة إلى فتيات ليل، فمنهن من تحاول الرجوع عن هذا الطريق وأخريات يكملنه ويبعن أجسادهن في منازل القاهرة والإسكندرية.

فتيات في سن الزهور ونساء اضطررن للعمل في أعمال منافية للآداب بسبب طردهن من منازل الزوجية أو ظروفهن الصعبة سواء من مرض أزواجهن أو لتوفير لقمة عيش لأولادهن.

نساء زاع صيتهن في كفر الشيخ ورجال أصبحوا من أصحاب الأعمال والسيارات بعدما عرفوا للحرام طريقا، فكل همهم هو استقطاب النساء والفتيادات ذات الحاجة وتشغيلهن في منازل الأغنياء حتى يتحولن بعد ذلك إلى فتيات ليل.

 

"التحرير" اخترقت عالم "سماسرة الخادمات"ورصدت أكثر من 10 حالات من أبناء محافظة كفرالشيخ تحديدا من مركزي دسوق وسيدي سالم، عملن كخادمات فى منازل الأغنياء وأُجبرن على إقامة علاقات محرمة أو إدارة أعمال منافية للآداب بسبب طلبات الأزواج أو تعرضهن للانحراف بسبب الإغراءات المادية الجنسية.

"ي.ق" تـبلغ من العمر 39 عاما من إحدى قرى مركز دسوق بمحافظة كفرالشيخ، تقول "قصتي بدأت عندما تزوجت من رجل قال إنه سمسار وبعد زواجي بفترة اكتشفت أنه قواد وليس سمسارًا، عندما رأيته يأتي بنساء ورجال يمارسون الرزيلة في منزلي ويقوم بحبسى في غرفتى حتى لا أرى تلك المناظر".

 

وأضافت "عندما واجهت زوجي أوهمنى أنه يقوم بتدبير شقق لهؤلاء الرجال والسيدات وأنه ليس له دخل، وعندما رفضت ذلك قام بطردي من المنزل وأنا حامل في طفلتى الأولى، وعندما عدت لبيت أهلي وبعد فترة أرجعني بعقد زواج جديد وتكرر الموقف، وعشت معه وأنجبت منه 4 أطفال، إلا أنه فاجأنى ذات ليلة وطلب منى أن آتي بنساء له فرفضت ذلك الأمر وعدت وأنا حامل فى طفلى الرابع إلي منزل أهلي ووضعت مولودي الذي يبلغ من العمر 6 أشهر الآن ولم يتم استخراج شهادة ميلاد له بسبب عدم وجود الأب.

وأضافت: "اضطررت للعمل كخادمة بالمنازل حتى أستطع توفير لقمة العيش لأولادي الأربعة، إلا أنني تعرضت لإغراءات وتحرش أكثر من مرة من أصحاب المنازل".

"أ،م" إحدى سيدات كفر الشيخ تقول" "كان زوجي دائم ضربي وأخذ مالي، وقام بطردي واضطررت للعمل كخادمة في المنازل بالقاهرة بـ1100 جنيه في الشهر لتوفير لقمة عيش لأولادي، إلا أنني وبعد أشهر من عملي في أحد المنازل أجبرني صاحب المنزل على إقامة علاقات معه في غياب زوجته، وعندما هددته بفضح أمره اضطر إلى إعطائى أموال أكثر حتى "جرى القرش في ايدىي وطلب مني أن آت له بفتيات جميلات لإقامة علاقات معه في أثناء غياب زوجته".

 

وأضافت: "كنت أعود إلي منزلي بكفر الشيخ كل شهر، وخلال الإجازة اصطحب معى فتاة بعد إقناعها بقضاء ليلة واحدة مقابل ألف جنيه وأدعى أنها قريبتى وحضرت معي لإجراء بعض الفحوصات الطبية في القاهرة وبعد نزول زوجة صاحب المنزل إلى عملها يقيم علاقة "مُحرمة "مع الفتاة، وبعد انتهاء العلاقة يتم إعطاؤها الفلوس وتسفيرها، لكن حال إبداء إعجابه بها تضطر للجلوس عدة أيام وتقيم معه، وفي كل مرة آخذ ما بين 300 إلى 400 جنيه".

 

"ع،ش" سيدة تبلغ من العمر 39 عاماً دفعها مرض زوجها إلى العمل كخادمة في المنازل بالإسكندرية وأجبرها أصحاب المنازل على إقامة علاقات فرضخت لهم مقابل توفير لقمة العيش .

"ر،ك" تقول أنا "كخدامة معايا بنات كتير بيشتغلوا في المهنة دي وانحرفوا وأصبحوا يقودون "بيوت دعارة" ومعاهم فلوس كتير ".

وأضافت "أم رندا": "المهنة دي هي اللي بتسفرنا للقاهرة وبتغرينا بالفلوس فالواحدة فينا بتاخد من 1000 إلى 1500جنيه وبتأكل وتشرب على حساب أصحاب المنازل لكن بيتم إغراءانا وتشغيلنا في الدعارة بالقاهرة عند أصحاب الاعمال والناس الكبيرة والعرب كمان".

 

"ح،م" سيدة متزوجة من رجل متزوج قبلها وبعد وفاته طردها أولاد زوجها وآخذوا منها أولادها واضطرت للعمل كخادمة وتعرضت للكثير من الإغراءات وإقامة علاقات محرمة. 

"ع،ا" إحدى فتيات مركز سيدي سالم بكفرالشيخ ،تبلغ من العمر 18 عاماً حاصلة على دبلوم تجارة تقول "كنت في أحد الكوافيرات ودخلت علينا سيدة شكلها بنت ناس وسألتني أنت شغالة؟؟ فأجبت لا فقالت لي واللي يوفرلك شغل وفلوس كويسة قولتلها أنا فى حاجة للشغل فاعطت لي رقم هاتفها وبعدها بيومين اتصلت بها فطلبت مني الذهاب لمنزلها بدسوق فذهبت للمنزل وبدأت تفرجني على صور لفتيات وهن يشربن الخمور ويرقصن وفتيات عاريات وبدات فى إقناعي في ترك منزلي والذهاب للإسكندرية مقابل 1500 جنيه في الشهر قابلة للزيادة فلقيت المبلغ مغري واقنعت أهلي أنني سأعمل في كوافير بالإسكندرية حتى يوافقوا وذهبت معها وعملت كخدامة وبعدها طلب مني ابن صاحب المنزل إقامة علاقة معه فرفضت مرة واثنين واتصلت بها فأخبرتني بانه شيء عادي وأننى ساحصل على مبالغ مالية كبيرة دون ضرر".

وأضافت "أقمت علاقة معه وعرفني على  أصحابه وكان يصطحبني معه في شقة منفصلة عن الشقة التي كنت أخدم بها وكان يقدمني لأصدقائه لإقامة علاقات معي وإعطائى للفلوس حتى أننى لم استطع ترك هذا العمل حتى الآن".

وأضافت "بدأت أكون شبكة فتيات لاستخدامهن مثلما استخدمتني ومازلت أعمل في هذا الكار".

وأرشدتنا بعض الخادمات وإحدى الجمعيات على مكان "سمسارة فتيات أو قوادة " وعندما ذهبنا إلى منطقة البدالة بعد كوبرى "عتريس"بمدينة دسوق وأمام أحدى المقاهي سألت "التحرير" أهالي المنطقة عن خادمة فأرشدها شريف أحد شباب المنطقة على "نجلاء" تلك السيدة.

 وأخبرنا والدها عن حاجتنا لخادمة أمينة وتعرف القراءة والكتابة لتعطي سيدة مسنة الأدوية في مواعيدها فقال طلبك موجود وهتاخد 1200 جنيه فى الشهر بجانب أنها ستصطحب طفلها معها، فوافقنا وقلنا له سنتواصل معك .

وعندما سألنا ناصر أحد أبناء المنطقة فقال "أبعدي عن نجلاء وأبوها دول شمال وبيجيبوا فتيات وسيدات علشان يروحوا يقيموا علاقات مشبوهةمع أصحاب المنازل وتم ضبطهم قبل كدة فى قضايا آداب".

وذهبت "التحرير"  في منطقة مجاورة عن "راندا" التي دلتنا عليها إحدى الخادمات، فرندا ورثت المهنة عن والدتها التىي زاع صيتها في تجارة "السمسرة "قبل وفاتها.

وعندما وطات قدم محررة "التحرير" إلى منزلها جلست على "كرسي" في منزل يبدو من الخارج بسيطًا لكن من الداخل يحمل كافة أنواع الزينة والـلوحات فنية جميلة.

ودخلت "رندا" تحمل على يديها طفل في الثانية من عمره، قائلة "أؤمرى أنا عرفت أنك عاوزة "خدامة" فأجابت نعم أريد خادمة تجيد القراءة والكتابة لتخدم شقيقتي بمدينة نصر وترعى أطفالها  فأعطتها "أجندة"بها صوراً لفتيات على كل شكل ولون وقالت شاوري وكل واحدة بسعرها".

وقالت "ٍِعندي الأسعار بتبدأ من 1300جنيه دي للأمية و1500جنيه للحاصلة على دبلوم و2000جنيه للحاصلة على مؤهل عالي أما الجميلة بتاخد 2200جنيه".

وأضافت أنا باخد مرتب شهر منك مقابل الفتاة وهتوفري لها الإقامة والأكل والشرب وهتنزليها إجازة كل شهر 5أيام، أنهت المحررة حديثها معها قائلة سأعاود لكي مرة أخرى عندما أستشير شقيقتي.

أما عن الشيخ سعد فهو أحد أبناء منطقة أبو عيطة التابعة لمركز سيدي سالم والتي يعمل "كسمسار للخادمات" وحكي لي مدير إحدى الجمعيات الأهلية عن تجربته ومغامرته عندما ذهب إليه لطلب خادمة واكتشف أنه أكبر سمسار فى المنطقة واصبح من أصحاب الأعمال والسيارات من وراء "الاتجار بالنساء".

 

خالد شتا، مدير مكتب المساندة القانونية لقضايا المرأة ومناهضة الاتجار بالنساء، يقول "نعمل على رصد حالات الخادمات ونقدم لهن الدعم القانوني عن طريق محمود مبارك "محامي المكتب "دون أدنى مصروفات عليهن ويتم إحالة القضايا لأحد محامي الاستئناف الخمسة الذين تم التعاقد معهم ونقدم جلسات النصح والإرشاد والدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء النساء إلا أن بعضهن لا يستجيب.

 

صابرين الشرقاوى،أخصائية اجتماعية بمكتب المساندة القانونية لقضايا المرأة ومناهضة الاتجار بالنساء التابع لجمعية تنمية المشروعات الحرفية بدسوق تقول "الـحالة بتيجي المكتب ومش عاوزة تتكلم ببدأ أبث في نفسها الطمأنينة لحد ما يـتكلموا وبـعقد لها جلسات حتى أتعرف على حالتها".

أميرة جمعة، أخصائية نفسية بمكتب المساندة القانونية لقضايا المرأة ومناهضة الاتجار بالنساء التابع لجمعية تنمية المشروعات الحرفية بدسوق تقول دوري أن أتعامل مع الخادمة وأعرف منها أدق تفاصيل حياتها الزوجية إذ كانت متزوجة أم لا وأدق تفاصيلها إذا كانت "آنسة"وأبث الطمانينة في نفسها حتى أستطيع معرفة سبب عملها كخادمة وإنحرافها او إجبارها على إقامة علاقات مشبوهة وأبدأ في تأهيلها نفسياً وإقناعها بترك العمل مقابل توفير فرصة عمل لها محترمة .

وأضافت جمعة بعض السيدات يمتثلن لكلامى وتم توفير فرص عمل لهن والبعض الآخر لم يمتثل للكلام، حسب قولها.