مثل الاثنين أمام المحكمة المختصة في جرائم الفاسد شاهد يدعى الناجي ولد محمد الصغير، وذلك للإدلاء بشهادة بشأن قضية مصنع للأسماك في نواذيبو مملوك لصهر الرئيس السابق محمد ولد امصبوع.
الشاهد ولد محمد الصغير، هاجم خلال مداخلته الشرطة ومحضرها الذي أعد عن استجوابه، ووصفه بالمهزلة، مؤكدا أن ما ورد غير دقيق.
الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز بدى مرتاحا لأجوبة الشاهد على أسئل المحكمة والمحامين، حيث ضحك أكثر من مرة داخل قفصه في المحكمة.
وأوضح الشاهد خلال مداخلته أنه يعمل مع شركة أسبانية للأشغال تسمى PANE LES TENMICOS في موريتانيا، لافتا إلى أنه لا يعرف أي تفاصيل بشأن العقد الذي يربط هذه الشركة مع شركة Protéines D'Afrique du Nord المملوكة لولد امصبوع.
وأضاف: "كل ما في الأمر أنه اتصل بي المحامي ولد خير (محمد ولد خيري) وقال لي إنه أعطى رقمي للجنة التحقيق البرلمانية، ثم اتصلت بعدها بي الشرطة لاستجوابي، حيث قلت لهم إني لا علم لي بتفاصيل ذلك العقد، وإن كل الذي أعرفه أني أعمل مع الشركة الأسبانية من خلال تأجير السيارات والمنازل واستخراج بضائعها من الميناء".
وتابع: "من أغرب الأمور إنه بعد ما فتحت هاتفي إثر خروجي من لاستجواب من طرف المفوض بيبني (مدير شرطة الجرائم الاقتصادية حينها) تلقيت العديد من الاتصالات تقول إن أحد المواقع، نشر معطيات عن مضامين استجوابي"، فيما وصف الشاهد "كل ما نشر ذلك الموقع بهذا الخصوص بأنه مجرد أكاذيب، كما أن ما ورد في محضر الشرطة غير صحيح".
بعد ذلك تدخل القاضي وطلب تسليمه نسخة من محضر الشرطة، وقرأ نصه أمام الحضور، فيما جدد الشاهد التأكيد على أن ما ورد في المحضر مجرد أكاذيب، مشددا على أنه رفض التوقيع عليه "لأن ما فيه أباطيل وأكاذيب".
سيارة وطلب استماع للشرطة
المحامي يرب ولد أحمد صالح، طالب المحكمة خلال الجلسة بالاستماع لضابط الشرطة الذي أعد محضر الشاهد، كما طالب بمراسلة المحكمة التجارية في نواذيبو لاستخراج بيانات ملف بين الشركتين، PANE LES TENMICOS و Protéines D'Afrique du Nord، وهو ما رد عليه بقوله: "اتصل بي المحامي ولد خيري، وأخبرني أن الشركة الإسبانية طلبت منه رفع دعوى ضد شركة Protéines D'Afrique du Nord، واتصلت بالإسباني فقال لي إنه يطالب شركة ولد امصبوع بـ1.4 مليون أورو، فنصحته بالتراجع عن ذلك، وأكدت له أنه لا يطالبهم إلا بملبغ 172 ألف أورو، وأن هذا هو المبلغ الحقيقي ويمكنه استرجاعه دون اللجوء للمحاكم، أما أنا فلم يشكوني أي حد للمحكمة في نواذيبو".
المحامي عبد الله ولد احبيب، سئل الشاهد عمن يمثل الشركة قانونيا، أجابه أنا ليست لدي معرفة بالمحاكم "الذي أعرفه أن أحدهم اشتركت معه سابقا هنا في محاكم نواكشوط حول سيارة وتركني هنا بين قاعات المحاكم"، مخاطبا رئيس المحكمة بقوله "السيد الرئيس أشكوه إمامكم"، فتدخل المحامي عبد الله ولد احبيب، مخاطبا الشاهد بقوله: "أرجوك اترك الإساءة للمحامين".
ولد عبد العزيز يزيح مقعده
ختم المحامي عبد الله ولد اكاه، مداخلته بالتنبيه إلى الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز غير كرسيه داخل القفص ليكون في مقابل وجه الشاهد، في إشارة إلى أن الشاهد ربما تأثر بهذا التقابل، وهو ما رد عليه ولد عبد العزيز، حيث وقف وطالب مقعدا آخر ليكون في مكان أكثر قربا من الشاهد.