تعتبر هذه الفترة من الناحية السياسية، في الولايات المتحدة الأمريكية، من أكثر الفترات ملاءمة للإفراج عن سجناء اغوانتنامو، وخاصة المشهورين منهم إعلاميا، مثل حال السجين الموريتاني محمدو ولد صلّاحي. ليس لأن الرئيس أوباما يحاول الإسراع بالوفاء بالتزامه، بخصوص إغلاق هذا السجن وخفض عدد نزلائه في آخر أشهر له في البيت الأبيض فحسب، بل لأن الرأي العام الداخلي كذلك منشغل هذه الفترة برئاسيات نوفمبر القادم، وأن إمكانية الاستغلال السياسي السلبي لمثل هذا الإجراء من قبل الإعلام اليميني تبدو ضعيفة.
في هذا الإطار، ومن أجل الإسراع في إنهاء معاناة ولد صلّاحي، التقيت يوم الإثنين 15/08/2016 بالسفير الموريتاني في واشنطن السيد محمدن ولد دادّاه لنقاش تطورات هذا الملف، ولمعرفة أين وصلت الحكومة الموريتانية في إجراءات استلام آخر مواطنيها في اغوانتنامو. وقد كان اللقاء إيجابيا؛ تم فيه تبادل المعلومات والتأكيد على أهمية التنسيق والتعاون.
كما قام المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان باتصالات مشابهة مع الوزارة المعنية، وبعدة أطراف داخل الحكومة الموريتانية ، أكدت جميعها على استعداد الدولة الموريتانية لاستلام محمدو والقيام بكل ما يلزم من أجل ذلك. وهو ما حدث بالفعل، مطْلعَ الأسبوع المنصرم، حين استلمت موريتانيا من الحكومة الأمريكية رسميا الوثائق المتعلقة بالإفراج عن ولد صلّاحي، ووافقت على جميع الإجراءات والشروط المتعلقة بذلك، مما يعني أن تسليمه إلى موريتانيا بات قريباً بحول الله.
من جهة أخرى، تم يوم أمس اتصال مطول بين ولد صلّاحي وفريق دفاعه، طمأن فيه على صحته، وبدا -حسب محاميته السيدة نانسي هولاندر-: "بمعنويات عالية، وشعور غامر بالسعادة"، بعدما أبلغه فريق الدفاع بما توصل إليه المرصد من معلومات حول تقدم إجراءات تسليمه لموريتانيا. كما أن اتصاله الشهري مع أسرته مبرمج بداية الأسبوع المقبل، وهو ما نرجو أن يتم في نفس الظروف المعنوية، ونأمل أن يكون اللقاء الشهري القادم لقاءً مباشراً داخل وطنه، وبين أفراد أسرته وذويه.
من صفحة الدكتور عبد الله ولد بيان رئيس المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان على الفيس بوك