مشروع النهر الصناعي العظيم في ليبيا، هو مشروع لإنشاء شبكة أنابيب لنقل المياه من الصحراء الكبرى في ليبيا، من نظام الحجر الرملي النوبي للمياه الأحفورية. وهو أكبر مشروع ري في العالم.
- حسب الموقع الرسمي للمشروع، هو أكبر شبكة أنابيب (2820 كم) وقنوات نفقية في العالم. يتكون من أكثر من 1.300 بئر، معظمها أعمق من 500 متر، وينقل 6.500.000 متر3 من المياه العذبة يومياً إلى مدن طرابلس، بنغازي، سرت ومدن أخرى. الرئيس الليبي السابق معمر القذافي وصف المشروع على أنه "عجيبة الدنيا الثامنة." * التاريخ:
- بدأت قصة النهر الصناعي مع عام 1953 حين اكتشفت شركات التنقيب الغربية في مناطق الجنوب الشرقي والجنوب الغربي مخزون هائل من المياه الجوفية النقية، تم وصفه بمخزون نقي منذ العصر الهولوسيني ويصل إلى معدل استهلاك سنوي 2 مليار متر مكعب من المياه، وبالتالي يمكن استغلال ذلك المخزون (حسب رأي متخصصين) في تنمية الجنوب والوسط بليبيا بينما يتم تغذية الشمال الليبي عبر تحلية مياه البحر و كان هذا هو الإطار الاتفاقي الذي تم بعد الاكتشاف ومع عام 1960 تم طرح الفكرة الخاصة بمد المياه إلى الشمال عبر خطوط أنابيب لكن لم يلتفت أحد إلى المشروع لتكلفته وأضراره البيئية. * التنفيذ:
- أسس له معمّر القذافي ووجه في 3 أكتوبر 1983 الليبيين إلى تبنيّه حيث انعقدت المؤتمرات الشعبية الأساسية لمناقشته وأقرت البدء في تنفيذه لإنقاذ السكان والبلاد من كارثة عطش محققة، حيث وضع معمّر القذافي حجر الأساس للبدء في المشروع في 28 أغسطس 1984. يستند المشروع على نقل المياه العذبة عبر أنابيب ضخمة تحت الأرض، يبلغ قطر كل منها أربعة أمتار وطولها سبعة أمتار، لتشكل في مجموعها نهراً صناعياًَ بطول يتجاوز في مراحله الأولى 4.000 كم، تمتد من حقول آبار واحات الكفرة والسرير في الجنوب الشرق، وحقول آبار حوض فزان وجبل الحساونة في الجنوب الغربي، حتى يصل جميع المدن التي يتجمع فيها السكان في الشمال. - يتغذّى النهر في المستقبل برافدين آخرين؛ الأول قادم من واحة غدامس، والآخر من واحة الجغبوب، وتجري دراسات لتغذية النهر من بعض أنهار القارة الأفريقية. تتجمع مياه فرع النهر القادم من واحات الكفرة والسرير عند وصولها إلى الشمال في خمس بحيرات صناعية معلّقة اقلها سعة أربعة ملايين مترا مكعبا وأكبرها سعة أربعة إضعاف هذا الحجم مملئة بالمياه طوال العام. المشروع يستهدف بالدرجة الأولى توفير مياه الشرب للسكان وإقامة مشروعات زراعية استيطانية وإنتاجية. * التمويل:
- كان تمويل المشروع من الخزانة العامة الليبية عبر تخصيص البند الأكبر من المالية التنموية للمشروع بينما يتم خفض لكل ميزانيات التعليم والصحة والأمن الجنائي والضمان الاجتماعي لصالح زيادة الميزانية مع فرض رسوم كبيرة على كل الخدمات الشعبية (مصالح الجمهور والأوراق والجوازات والرخص)، مخصصة لميزانية المشروع الذي تم تقدير حجمه ب27 مليار دولار ليتجاوز لاحقاً سقف الخمسة وثلاثين مليار دولار. * المقاولون:
- الشركات منفذة المشروع:
- مؤسسة مشروع النهر الصناعي العظيم وتولت الإدارة فقط.
شركة براون أند روت الأمريكية (كي بي آر حالياً) التابعة لمؤسسة هاليبرتون للطاقة وپرايس براذرز وكان مقاول التنفيذ D.A.C، وهو اتحاد شركات كوري وأمريكي وأوروبي.
- شركة براسويل البرازيلية التابعة للحكومة البرازيلية ومهمتها حفر الآبار * خط زمني:
- 3 أكتوبر 1983: المؤتمر الشعبي العام يعقد جلسة غير اعتيادية لإعلان قرارات المؤتمر الشعبي الرئيسي، والذي قرر تمويل وتنفيذ مشروع النهر الصناعي العظيم.
- 28 أغسطس 1984: معمر القذافي يضع حجر الأساس في منطقة السرير لبدء إنشاء مشروع النهر الصناعي العظيم.
- 28 أغسطس 1986: معمر القذافي يفتتح وحدة البرقة لإنتاج الأنابيب الأسطوانية الصلبة المقاومة للجهد، والتي تعتبر أكبر أنابيب من أسلاك الصلب مقاومة للجهد (غالبية أسلاك الصلب كانت تصنع في إيطالي في شركة ردايلي تكنا كايڤنو-ناپولي). وحدة السرير كانت قد افتتحت أيضاً في هذا التاريخ.
- 26 أغسطس 1989: معمر القذافي يضع حجر الأساس للمرحلة الثانية من مشروع النهر الصناعي العظيم.
- 11 سبتمبر 1989: وصلت المياه إلى أجدابيا.
- 30 أغسطس 1991: وصلت المياه إلى سرت.
- 1 سبتمبر 1996: وصلت المياه إلى طرابلس.
- 28 يوليو 2007: وصلت المياه إلى جريان. * حقائق وأرقام:
- بلغت كمية الاسمنت المستخدمة في تصنيع الأنابيب نحو خمسة ملايين طن بما يكفي لتعبيد طريق خرسانة من مدينة سرت في ليبيا إلى مدينة بومباي في الهند.
- بلغ عدد الآبار التي تم حفرها 1300 بئر تضخ مامقداره ستة ملايين ونصف متر مكعب من المياه يومياُ بتزود مقداره ألف لتر من المياه.
- يفوق مجموع أعماق آبار المياه التي تم حفرها في الصحراء بمشروع النهر الصناعي العظيم مايزيد عن قمة أفرست بسبعين مترا.
- يبلغ طول أسلاك الفولاد سابقة الاجهاد المستخدمة في تصنيع الأنابيب ما يكفي للالتفاف حول الكرة الأرضية 280 مرة.
- يكفي ناتج أعمال الحفر في المشروع لإنشاء 20 هرما بحجم هرم خوفو الأكبر.
- يبلغ طول منظومة نقل الأنابيب 3500كيلو متر مربع منتشرة بالمساحة تعادل مساحة غرب أوربا.