قال رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان، أحمد سالم ولد بوحبيني، إن لجنته وضعت قبل أربع سنوات هدفا يتمثل في “ديبلوماسية حقوق الإنسان”، مشيرا إلى أنها نجحت فيه بعد أربع سنوات من العمل.
وأضاف ولد بوحبيني في مقابلة مع موقع صحراء ميديا، أن من بين أهدف استراتجية “ديبلوماسية حقوق الإنسان” تفنيد الإشاعات المغلوطة عن موريتانيا، مشيرا إلى أنه «إذا كان المسؤول عن هذه الإشاعات حقوقيا يظن أن هذا يخدم حقوق الإنسان أو يخدم العبودية فذلك أمر مغلوط».
وأوضح ولد بوحبيني، أن هناك تشويها لصورة البلد، وأن من واجب اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان -كمؤسسة دستورية مستقلة تعنى بترقية حقوق الإنسان- تصحيح هذه الصورة.
وأشار خلال مقابلته إلى أن اللجنة اعتمدت منهجية، أحدث صدى إيجابيا، لافتا إلى أنها أصحبت الشريك الموضوعي للمنظومة الدولية.
وأوضح ولد بوحبيني أن الشريك الموضوعي هو ذلك الذي يتجنب قول إن كل شيء على ما يرام على غرار الحكومات، لكنه في الوقت ذاته، لا يقول ما تقول بعض المنظمات غير الحكومية، وبعض الناشطين الذين يستغلون حقوق الإنسان من أجل ممارسة، الذين يدعون أن «كل شيء خرب».
وقال ولد بوحبيني، إن المنظومة الدولية، وجدت في اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان شريكا يتمتع بالمصداقية، مشيرا إلى أن قرار الأمم المتحدة رفع اللجنة إلى «المرتبة ألف» وهي أعلى مرتبة، ساهم في تعزيز المصداقية.
ولد بوحبيني قال إن اللجنة انتهزت هذه المصداقية، لتحطيم الصورة المشوهة للبلد في الخارج، فأصبحت اللجنة تترصد كل ما هو زائف عن البلد لتفنيده، وخصوصا موضوع العبودية، مشيرا إلى أنه بالنسبة للعالم “عشرين في المائة من السكان، يرزحون تحت العبودية الآن”.
وقال ولد بوحبيني إن موريتانيا كانت عرضة لحملة كبيرة خلال العقود الماضية، لافتا إلى أن الحكومات تغافلت عن الموضوع لفترة من الزمن.
وقال إن لجنته بدأت منذ 2020 بتحطيم هذه الصورة، مشيرا إلى أن السلطات أعطت اللجنة الفرصة لممارسة عملها بكل حرية،لافتا إلى أن ذلك تجسد في تقاريرها وملاحظاتها وبياناتها، منبها إلى أنها كانت تقوم بالنقد البناء والإيجابي، وهو ما أعطاها مصداقية، وفق تعبيره:
الجهود الإعلامية والديبلوماسية
وأوضح ولد بوحبيني أنه في سبيل تعزيز ديبلوماسية حقوق الإنسان، أجرى الكثير من الحوارات مع المؤسسات الإعلامية الدولية ذات الانتشار الواسع خلال زياراته للولايات المتحدة الأمريكية ولدول أوروبية أخرى.
كما أشركت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان بعض المؤسسات الإعلامية الدولية في قوافلها التي تنظم في الداخل، فكانت هذه المؤسسات مراقبا لعملهم.
وأضاف ولد بوحبيني، أنه في إطار تعزيز «الديبلوماسية الحقوقية» ألقى عدة محاضرات في محافل حقوقية دولية مختلفة ، لكسر الصورة النمطية عن البلاد.
وفي السياق ذاته، نظم ولد بوحبيني زيارة للاتحاد الأوروبي في مارس 2023، كما استقبل بعثة من الاتحاد الأوروبي في موريتانيا.
وأكد ولد بوحبيني أنه استقبل كل الوفود الأمريكية التي زارت موريتانيا، وذلك لتحطيم الصورة المشوهة عن البلاد.
ثمار الديبلوماسية الحقوقية
ولد بوحبيني أكد خلال مقابلته مع صحراء ميديا، أن اللجنة استطاعت موازنة الأمور، مشيرا إلى أنه خلال لقاءاته مع الجميع سواء الأوروبين، أو الأمريكيين، أخبرهم أن الفكرة التي لديهم عن موريتانيا خاطئة، ويجب عليهم تصحيحها.
وأشار ولد بوحبيني إلى أن هذه الجهود بدأت تؤتي أكلها، لافتا، إلى أن الكثير من الهيئات قالت إنها كانت لديها صورة أحادية عن ملف حقوق الإنسان في موريتانيا.
وأكد ولد بوحبني أن اللجنة تعتبر أن أي جهة أرادت الآن تقديم صورة مغلوطة عن موريتانيا لدى الجهات الدولية، لن تجد صدى.
وخلص ولد بوحبيني خلال مقابلته مع صحراء ميديا إلى أن التقارير المشوهة لو كانت تخدم ملف حقوق الإنسان في موريتانيا ، لما قامت لجنته بكل هذه الجهود .
وقال ولد بوحبيني إن لجنته أخبرت الجهات الدولية إن لديها تحديات في ملف حقوق الإنسان،تتطلب الشراكة والتعاون من أجل حلها، مشيرا إلى أن هذا الأمر هو الذي برر مشاركة السفراء الأجانب وممثلي الهيئات الدولية في الجولات الداخلية الدورية التي تنظمها اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في الداخل.