الماسونية العالمية، حركة البنائين الأحرار، المحفل الماسوني اليهودي العالمي، أسماء عديدة لا تزيد مسماها إلا غموضا والتباسا، وهي منظمة صهيونية عالمية تهدف حسب ما نصت عليه ابروتوكولات المؤسسين إلى صد الناس عن الدين أيا كان ذلك الدين، وإغراق الشعوب في مفاسد أخلاقية وقلاقل أمنية مظلمة، استعدادا لركوب ظهورها وشرب دمائها بهذه العبارات .
إن هذه الشجرة الشيطانية بطلعها المجنون تحافظ على بذور الشر ناضجة وحية في مختبرات الخطيئة بغية استنباتها لاحقا في بيئات جديدة أينما وجدت.
وخلال القرون الثلاثة الماضية قدر أن أغلب المشاهير صاروا دمى في يد المنظمة ،و مما لا جدال فيه اليوم استحالة الوصول لأي منزلة قيادية، أو رتبة سنية في الدول الكبرى دون المرور عبر بوابات الضغط والتحكم ( اللوبيات اليهودية) والتي يعبر عنها عادة بدوائر صنع القرار ، فهي من يخطط وينظر ويعد الدراسات شهريا حول مجمل القضايا الاستراتجية داخل بلدانها وخارجها وحتى في شؤون دول أخري كما تنطق بذلك وثائق ويكيلكس وغيرها، وما خفي أعظم ،وليس مما خفي ما تقوم به المنظمات الدولية وتمارسه الهيئات <الخيرية> من جهود في اتجاهات بعيدة عن شعاراتها وأهدافها المعلنة
إن هذه الجهود والوسائل المستخدمة من قبل المنظمة ليست موجهة بالضرورة إلى الأعداء الحضاريين المفترضين لليهود وحدهم ـ كما قد يفهم بادئ الأمرـ بل هي موجهة ضد جميع الشعوب بما فيها الدول المضيفة لليهود أنفسهم، فلم يزل الشعب الأمريكي يعاني لعنة الماسونية منذ ركبه اليهود واستولوا على دولته ، فلا أحد يستطيع التغريد خارج السرب الذي تغني فيه الأقلية، ويمكن التمثيل لذلك بقضية الأسلحة النارية حيث عجزت كل فعاليات الشعب عن استصدار أي قانون يحد من استخدامها نظرا لكونها تجارة يهودية ،ولأن النواب والشيوخ يصلون مقاعد البرلمان بالمال اليهودي ، فضلا عن معارض بيع الأسلحة المنتشرة في كل مكان.
وبهذا المنطق تدار دول أخري كبيرة بطرق غاية في التعقيد ومن أبرز أهداف المنظمة الدفاع عن إسرائيل من أيام بلفور المشؤوم إلى هذه اللحظة ، والمنظمة في سبيل هذه الأهداف تبارك كل وسيلة بما فيها إشعال الحروب هنا وهناك لخلط الأوراق كلها ، فالصهاينة أبناء الفتن وأحباؤها فيها يحيون وفيها يموتون ومنها يخرجون .
و لإن أنكر اليهود هذه الحقائق وهم بطبعهم منكرون وملحدون فانظر إلى أقطاب الفكر اليهودي المادي الدهراني، واحكم بنفسك على نظرية التطور الطبيعي لدى داروين أو موقف نيتشه من الآخر (المختلف) ورأي ماركس في الحياة و الإله ، وموقف نيتشه مرة أخرى من الأخلاق التي يعتبرها مجرد خدعة اخترعها الضعفاء لمنع الأقوياء من استخدام حقهم الطبيعي في القوة والتسلط ، وإذا نظرنا إلى أقرب من تلك الفترة لا نري إلا موجات الغزو الاستعماري تزحف من الشمال لتنهب البلاد الآمنة وتزرعها بالألغام بشتى أنواعها ، هل تصدقون أن اليهود أنفسهم قاموا بتفجير السفن التي تقل إخوتهم المرحلين من ألمانيا أيام الحرب العالمية الثانية ليحملوا النظام النازي مسؤولية ذلك، وليتباكوا عليهم لاحقا ويقبضوا أثمانهم من الأوربيين ، ورغم الديمقراطية والحرية التي ينادون بها فقد أقاموا محاكمة في فرنسا للمفكر المسلم روجي غارودي لأنه تجرأ وكتب عن أساطيرهم المؤسسة للدولة اليهودية ، ومن لا يشاهد منا اليوم وأمس تلاعب الشركات اليهودية بأسعار البترول مما تسبب في هبوط أسعار الطاقة إلى مستويات عبثية مرة بحجة استخدام النفط الصخري ، ومرة بحجة زيادة المعروض في الأسواق.
إن دمار العالم وخرابه لا يخدم إلا هذه المنظمة المجنونة فقد تزايدت مبيعات الأسلحة والممنوعات ونشطت حركات التمرد وضعفت مواقف الدول المركزية وليست أحداث 11 سبتمبر ولا أنشطة القاعدة ولا تفجيرات فرنسا وصولا إلى داعش ومنظمة الخدمة لفتح الله كولن وعلاء الدين إلا أعراضا مختلفة لمرض واحد هو الماسونية العالمية.
وأخيرا فإن ما تمر به الدول التي ترفض التطبيع مع اليهود وخاصة الجمهورية الإسلامية الموريتانية من محاولات لتوتير علاقاتها مع دول الجوار لا يمكن فهمه إلا في هذا السياق ، كيف لا نعرف الماسونية وقد رأينا رؤوس الشياطين .
الأستاذ / الطـــالب ولد أحمد ســالــم