حركة إيرا: الملكية القبلية للأراضي تهديد للسلم الأهلي (بيان)

موريتانيا: العبودية العقارية، سلب وإكراه

مذكرة إخبارية، نواكشوط بتاريخ 5 فبراير 2024

1. من 31 يناير إلى 4 فبراير 2024، وبعد أن رفضوا القسمة الضيزى للأراضي غير المستصلحة، اعترض فلاحون من منطقة اركيز، منحدرون كلهم من عبيد قبيلة تجكانت، على ورشة الاستصلاح. ولم يتوانَ حراكهم عن وقف عملية البدر والآليات المستخدمة فيها. وكالعادة، وصلت تعزيزات من الدرك بعد الساعة الـ 11 صباحا، فاستخدمت الهراوات ومسيلات الدموع. وشملت لائحة الاعتقالات 11 رجلا و7 نساء. يتعلق الأمر بـ: الشيخ أحمدّ مبروك، الحاج العيد، يرك إبراهيم بيو، علي مولود، الشيباني الزايد، عبد المطلب بيجل، محمد ورزك باي، عبد امبيركات، المصطفى ابيه أوبك، الشيخ زايد، عبد الله يحظيه، محمد عبد الله مبروك، أحمد يحظيه، سليمان إبراهيم باي، زينب مبروك، الساره اباه، ميمونه يعقوب، خدجة صمبه، اماه ورزك، خدجة الصبار، عائشة أوبك...

2. في يوم 3 فبراير، وعلى وقع صوتيات بُثّتْ على تطبيق الواتساب، تقدم أحد قادة الثورة المضادة المحلية، المعروف أن اندفاعه كان وراء سخط السكان المقهورين، بتصريحات هدد فيها النائب بيرام الداه اعبيد بالقتل. وأكد صاحب محاولة الترهيب هويته بكل فخر.

3. في يوم الاثنين 5 فبراير، تجمع عشرات المتطوعين في مظاهرة تضامن مع المعتقلين. وعلى الفور، أدى القمع العنيف إلى إصابات بليغة راح ضحيتها جيبي الأمين ولمرابط محمود القابعان حتى الآن في المركز الصحي. وتعرضت المنطقة لحالة طوارئ حيث احتلها الكثير من وحدات مكافحة الشغب ورجال الأمن المدججين بالسلاح.

وضع متفجر

تبعد المقاطعة 100 كلم من مدينة روصو، عاصمة ولاية الترارزه المتاخمة للسينغال. وتحتضن البلدة بالأساس سكانا مسترقين يمارسون الزراعة والأنشطة الرعوية في محيط بحيرة اركيز. ويبقى الفضاءُ الخاص بالزراعة المصدرَ الوحيد لدخل آلاف المزارعين الحراطين. ومنذ عدة سنوات، ينتظر هؤلاء أن تضع الدولة حدودا للمساحات كي تمنحها لمن يحرثون الحقول. بيد أن توزيع الأراضي، وفقا لفقه راسخ في الحياة اليومية المتعددة الأشكال المبنية على التمييز بالمولد، كان متحيزا من ألِفه إلى يائه. فهنا وهناك، في الجمهورية الإسلامية الموريتانية، لا يستفيد من توزيع الأراضي الزراعية الريفية، في المحصلة، غير عرق واحد. إنه أمر واقع لا يتغير بالرغم من تغير الأنظمة.

المستند

بالاستناد على الصفات الوراثية للأسلاف وعقدة الاستعلاء، يأنف هؤلاء عن العمل الشاق في الحقول. وفي كل مكان من التراب الوطني، تتضاعف النزاعات تدريجيا مع النمو الديمغرافي وازدياد أمل الحياة الذيْن يخلقان المزيد من الحاجيات الحيوية، خاصة الوتيرة المتسارعة للطلب على الغذاء. وبالرغم من عددهم الأكبر بكثير، حصل الحراطين على 13 هكتارا من أصل 128. وهكذا أصبحوا فخذا من القبيلة مثل باقي التسعة أفخاذ حيث يتضح الغبن الجلي للتقسيم.

إن الاستهلاك المفرط للمصادر الطبيعية غير المتجددة، وإغراق الأعمال الزراعية بالمقاولين-بمن فيهم الأجانب- كشف عن حجم حدة النزاعات المرتبطة باستغلال الأرض. ومعلوم أن إيرا، عبر فصول الزمن، ظلت تنذر الحكومات والمجتمع المدني حول خطورة الطابع الهش للعلاقات بين المجتمعات الأصلية وسادتهم القدامى. إن الحيازة التقليدية، المحكومة بنُظُم الرق ونظام التراتبية الفئوية، تشكل، اليوم، قنبلة موقوتة. إنها لم تعد تتماشى مع دولة القانون كضرورة ومع إلزامية الحفاظ على السلم الهش، في وسط مضطرب كمنطقة الساحل.

استفزاز بلغ سيلُه الزبى

على شكل استفزاز، حل والي الولاية ومدّعيها العام بمدينة اركيز على رأس عدة وحدات من الشرطة والحرس. إن نشر قوات حفظ النظام الإقطاعية الرادعة ومندوبي السلطة يأتي ضمن مهمة وحيدة تتمثل في تمكين البيظان (وهم المواطنون من الدرجة الأولى في موريتانيا)، من أن يتقاسموا الأراضي تحت حماية وسائل قهر الدولة وبالصفة المتخلفة وغير الشرعية التي تروقهم. ولا شك أن هذه السياسة القائمة على عدم الحيطة ومنح الامتيازات وفرض الأمر الواقع، تشي بخلل خطير في الحكامة ونقص حاد في الخبرة في تسيير المتناقضات داخل المجتمع. إن هذا القدر من الاستخفاف بالقضايا وعدم الاكتراث بها يحمل إضرارا بالسلم المدني، وهو ما نُنَبّهُ إليه في هذه القصاصة قبل أشهر معدودة من الانتخابات الرئاسية التي تعد، في العادة، فترة مكرسة لتعزيز التهدئة وضبط النفس.

اللجنة الإعلامية لمبادرة انبعاث الحركة الإنعتاقية(إيرا).