تناولت الصحافة الناطقة بالفرنسية، هذا الأسبوع، مواضيع من بينها ترشيح موريتانيا لرئاسة الاتحاد الإفريقي.
الرئيس غزواني يخلف عثماني..
موقع RFI كتب قائلا: "تم اختيار موريتانيا من قبل دول شمال إفريقيا الأعضاء لتولي رئاسة الاتحاد الإفريقي. وبما أن الرئيس القادم للمنظمة يجب أن يكون من شمال إفريقيا، فإن الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني هو الذي سيحل محل رئيس جزر القمر غزالي عثماني خلال القمة السابعة والثلاثين المقررة في أديس أبابا يومي 17 و18 فبراير."
قرار يريح الدبلوماسيين..
أما صحيفة Lemonde فقد تناولت الموضوع تحت عنوان: "موريتانيا، المرشحة التوافقية، ستتولى رئاسة الاتحاد الإفريقي عام 2024".
وجاء في معالجة الصحيفة الفرنسية التي ترجمها موقع الصحراء: "دفعت مجموعة دول شمال إفريقيا موريتانيا إلى رئاسة الاتحاد الإفريقي في قرار أراح العديد من الدبلوماسيين الأفارقة، بعد أن كانوا يخشون أن تُصاب المنظمة القارية بالشلل في حال لم تتمكن دول شمال أفريقيا من العثور على مرشح مشترك".
وأضافت "في نهاية المطاف، سيتولى الرئيس محمد ولد الغزواني قيادة الاتحاد من نظيره القمري غزالي عثماني، في قرار حظي بالإجماع، ولكنه جاء بعد مفاوضات صعبة داخل كتلة شمال إفريقيا استمرت عامين، ويرجع ذلك أساسًا إلى الانقسام بين الخصمين الكبيرين في المغرب العربي، الجزائر والمغرب".
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي إفريقي قوله: إن موريتانيا كانت مترددة في البداية لكنّها رضخت في النهاية لمطالب منطقتها، "فقد كان الجزء الأصعب هو إقناع نواكشوط بالقيام بهذا الدور"، على حد تعبيره.
وتتطلب رئاسة المؤسسة الإفريقية، تقول الصحيفة، "حضورا فعالا في أركان القارة الأربع التي تتكاثر فيها الأزمات، وتتطلب دورا تمثيليا على المستوى الدولي، كما هو الحال في مجموعة العشرين، التي أصبح الاتحاد الأفريقي عضوا دائما في خريف عام 2023."
ونقلت عن بول سيمون هاندي، الباحث في معهد الدراسات الإفريقية، قوله إن "رئاسة الاتحاد الإفريقي تنسب، كقاعدة عامة، إلى دولة تسعى إلى إبراز نفسها والتأثير في القضايا القارية، وهو ما لا يبدو أنه هو الحال بالنسبة لموريتانيا". وقالت الصحيفة إنها اتصلت بالممثلة الموريتانية لدى الاتحاد الأفريقي ولكنّها رفضت إجراء مقابلة.
وتحدّثت الصحيفة لمسؤول تنفيذي في الاتحاد الإفريقي قال لها إن "اختيار موريتانيا يناسب الجميع، فهي مرشح توافقي، بلا عدو". وفي منطقتها، تسعى نواكشوط جاهدة إلى ممارسة "الحياد الإيجابي" بشأن القضية الأكثر شائكة، وهي قضية الصحراء الغربية. ويواصل هذا المسؤول التنفيذي الذي لم تكشف عن اسمه بالقول أن "المغرب ينظر بإيجابية إلى الرئاسة الموريتانية في وقت يريد فيه ترسيخ التقارب مع دول الساحل"، في حين كانت الجزائر معتادة حتى ذلك الحين على ممارسة نفوذها بين جيرانها في الجنوب.
موريتانيا.. بديل متفق عليه..
أما موقع Le perspective med المغربي كتب عن الموضوع قائلا: "قبل أسبوع من افتتاح الدورة العادية السابعة والثلاثين لمؤتمر رؤساء دول الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا (17 و18 فبراير)، وافقت مجموعة شمال أفريقيا أخيرا على ترشيح موريتانيا للرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي.
"تسوية تخفي المواجهة المتوقعة بين المغرب والجزائر. فقد حشدت حكومة الجار الشرقي جهودها لضمان حصول عبد المجيد تبون على اللقب الفخري لرئيس المنظمة الإفريقية بينما يستعد للترشح لولاية ثانية على رأس البلاد عام 2024. وكان رئيس الدبلوماسية الجزائرية في تونس وليبيا وموريتانيا حاملا رسالة رئاسية لإقناعهم بدعم الترشح الجزائري. بل إن أحمد عطاف وسع مشاوراته لتشمل انفصاليي البوليساريو. وقد تمكنت موريتانيا، بدعم من المغرب على وجه الخصوص، من تقديم نفسها كحل وسط له ميزة عدم المساس بتماسك مجموعة شمال أفريقيا.
موقع L’expression dz الجزائري تحدّث عن الموضوع من زاوية الاتصال الهاتفي بين الرئيس الموريتاني والجزائري. فقد نقل الموقع عن الرئاسة الجزائرية أن الرئيس عبد المجيد تبون هنّأ نظيره الموريتاني على تسميته مرشح منطقة شمال إفريقيا لرئاسة القمة المقبلة للاتحاد الإفريقي. وقال رئيس الجمهورية، إن هذا الاختيار يشرف دول وشعوب المنطقة برمتها، مؤكدا لنظيره الموريتاني أنه سيجد دائما الجزائر إلى جانبه للقيام بمهامه النبيلة، حسب نفس المصدر.