زووم الصحراء.. السنغال.. هل انقشعت الغيمة..؟

بعد أسبوعين من التوتر غير المسبوق في تاريخ السنغال، وبعد أحداث عنف متجددة سقط فيها قتلى وجرحى تنفس السنغاليون الصعداء أخيرا بعد اتجاه الأمور للحل في الإطار الدستوري، لكن تعقيدات متوقعة تجعل طرح السؤال عن انقشاع الغيمة بشكل  كلي أكثر من وارد؟ 

 

كيف تشكلت الغيمة..؟
ليست جذور الأزمة جديدة فغيمتها تشكلت في  سماء مشهد السياسة السنغالية منذ سنوات،
✔️ كانت بدايتها مع بروز نائب معارض يقدم خطابا غير مألوف في  بلد غلب على الخطابات السياسية فيه الانضباط بسقف محدود، وهو ما فتح أمامه أفقا للتحول بسرعة لزعيم سياسي يحظى بدعم واسع في الأوساط الشبابية.
✔️ وتطورت في تحول الخلاف بين سونكو  الذي أصبح يقود تيارا معارضا وحل ثانيا في انتخابات الرئاسة الماضية إلى خلاف أمام المحاكم في أكثر من ملف كان أشهرها ملف فتاة التدليك آجي صار ، وهي التهم التي أسقط القضاء أساسها لكنه عاد ليدين البرلماني المشاكس في قضية اتهام بالقذف رفعها عليه أحد وزراء حكومة ماكي صال.
✔️ وسدت الغيمة الأفق وأمطرت توترا غير مسبوق حين منع القضاء سونكو من الترشح واعتمد المجلس الدستوري قائمة المرشحين النهائية التي ضمت مقربين من سونكو، وأدخلت بعدا جديدا للأزمة بمنعها كريم واد من الترشح. 

 

مسار الأزمة..
وفي أجواء مشحونة وقبل يومين فقط من افتتاح الحملة الانتخابية التي كان من المفروض أن تمهد لانتخابات 25 فبراير أعلن الرئيس ماكي صال:
- تأجيل الانتخابات
- ⁠الدعوة لحوار سياسي
واستند الرئيس المنتهية ولايته إلى:
✔️ وجود شكوى من المجلس الدستوري  تقدم بها برلمانيون من حزب نجل الرئيس السابق كريم واد.
✔️ وقد رفضت المعارضة القرار وبرغم ذلك:
- عقدت الجمعية الوطنية جلسة أقرت فيها التأجيل لغاية نهاية العام.
- ⁠وشكلت لجنة تحقيق برلماني في التهم الموجهة لعضوين من المجلس الدستوري بتلقي رشاوى من مرشح ماكي صال السيد آمدو باه.
✔️ وبينما الفريق الداعم للسلطة يحضر لإطلاق حوار سياسي؛ جاء قرار المجلس الدستوري ليعلن:
- إلغاء قرار تأجيل الانتخابات.
- والإلزام بتنظيمها قبل نهاية المأمورية التي تنتهي في الثاني من شهر ابريل.
✔️ وبعد ساعات من صدور قرار المجلس الدستوري أعلن الرئيس ماكي التزامه به معلنا الشروع في مشاورات فورية لتحقيق ذلك. 

 

يعني هذا..
قرارات الساعات الأخيرة في الجارة الجنوبية إذا تعني:
☑️ أن غيمة الأزمة  في أبعادها الخطيرة على الأقل قد انقشعت .
☑️ ولكنها لا تعني أن الأزمة انتهت بشكل نهائي فهناك الكثير من التفاصيل المؤهلة لاحتضان الكثير من الشياطين في منطقة تعج بمعذيات الأزمات ومحفزاتها.
☑️ فالحوار السياسي المتوقع بين الفرقاء قبيل تحديد موعد الانتخابات النهائي؛ قد يدخل تعديلات على قوائم المتسابقين بما في ذلك احتمال عودة سونكو للمشاركة ضمن عفو عام؛ لكن العفو العام يطرح إشكالات ليس على معسكر ماكي والسلطة فحسب؛ بل وعلى معسكر المعارضة وسونكو أيضا.
وفي كل الأحوال يمكن القول إن السنغال تجاوزت على الراجح المرحلة الأصعب في أزمتها الحالية؛ لكنه ما تزال في الطريق مطبات؛ وربما في السماء غيمات أخر.