بعض العلماء يعتقدون أن اليدين يمكن أن تخبر الكثير عن السمات الشخصية، بحسب ما نشرته "ديلي ميل" البريطانية.
وبشكل أكثر تحديدًا، درس العلماء ما يسمى نسبة D2 إلى D4، وهي النسبة بين إصبع السبابة والبنصر، حيث تم ربط تلك النسبة بالكثير من الجوانب مثل الأداء الرياضي والسمنة وحتى العدوانية والميول السيكوباتية.
هرمون التستوستيرون
وقال الدكتور بن سيربيل، عالم التربية الرياضية من جامعة نيو إنغلاند، إن نسبة 2D : D4 مرتبطة بمستويات هرمون الأم، معربًا عن اعتقاده بان تلك النسبة "تنشأ في الرحم في وقت مبكر من نهاية الأشهر الثلاثة الأولى، وتتأثر بالتعرض لهرمون التستوستيرون قبل الولادة".
ويقول إن النسبة المنخفضة من 2D : D4 يمكن أن تعني "القدرة على الحفاظ على التركيز. وبالتالي، فإن الحفاظ على التركيز على مهمة ما يساعد على النجاح". كما توصلت دراسات أخرى وجود صلة بين انخفاض نسبة 2D : D4 ومعايير اللياقة البدنية بين لاعبي كرة القدم المحترفين الشباب.
لكن تم ربط النسبة المنخفضة أيضًا بالعديد من السمات "السلبية"، إذ كشفت نتائج دراسة أجريت عام 2005، على 298 طالبًا في جامعة ألبرتا أن انخفاض نسبة 2D : D4 كانت مرتبطة بمستويات أعلى من العدوانية لدى الرجال.
حتى إن الباحثين اكتشفوا أن الرجال ذوي النسب الأقل تلقوا عقوبات أكثر خلال موسم هوكي الجليد. ولعل الأمر الأكثر إثارة للصدمة هو أن النسبة الأقل تم ربطها أيضًا باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وحتى الميول السيكوباتية. ويقول الباحثون إن النتائج تشير إلى أن الاعتلال النفسي ربما يكون "متجذرًا بيولوجيًا".
وفي الوقت نفسه، يشير الدكتور هاشميان إلى أنه على الرغم من أن هرمون التستوستيرون قد يهيئ شخصًا ما لسلوك معين، إلا أن هذا لا يعني أنه "مصيره الثابت"، موضحًا أنه "في حين أن بعض السمات المرتبطة بنسبة أقل بين D2:D4 ربما يُنظر إليها بشكل سلبي في سياقات معينة، إلا أنها يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في سياقات أخرى، كما هو الحال في المواقف التنافسية أو الصعبة".
سبابة أطول من البنصر
ومن ناحية أخرى، قد يكون لديك إصبع السبابة أطول من إصبع البنصر، أي أن نسبة D2:D4 عالية. وبالإضافة إلى ارتباطها بعكس جميع السمات ذات النسبة المنخفضة، فقد بحثت بعض الدراسات على وجه التحديد في هذه السمة.
في إحدى الأوراق البحثية، التي أجراها باحثون من جامعة لودز الطبية في عام 2017، تبين أنه من بين 100 رجل وامرأة خضعوا لجراحة الأنف الترميمية، ارتبطت نسبة أعلى بزيادة الألم بعد الجراحة لدى النساء.
ولكن، على الجانب الإيجابي، في دراسة أجراها المركز الدولي للصداع في بكين عام 2015، تبين أن النساء ذوات النسب الأعلى من D2:D4 كن أقل عرضة للإصابة بالصداع النصفي.
أشارت إحدى الدراسات، التي أجريت عام 2022 أيضًا من جامعة لودز، إلى دور هرمون الاستروجين والتستوستيرون في تشكيل تراكم الدهون الخاصة بالجنس. وقال الباحثون إن النساء يملن إلى تخزين المزيد من الدهون في أذرعهن وأرجلهن وأفخاذهن مقارنة بالرجال. وبناءً على هذا الافتراض، قام الباحثون بدراسة نسب الأصابع لدى 125 شخصًا بالغًا لمعرفة ما إذا كان لذلك أي علاقة بزيادة الوزن الزائد. وثبت أن النسبة الأعلى كانت مرتبطة بتطور السمنة لدى كلا الجنسين.
إن قائمة السمات المرتبطة بحجم الإصبع تشمل فقر الوالدين واستخدام اليد اليمنى وآلام الدورة الشهرية وقوة القبضة وارتفاع القفز، بل وفرصة أن يصبح الشخص رجل إطفاء.
لكن أوضح الدكتور غاريث ريتشاردز، عالم النفس من جامعة نيوكاسل، أن القضية الأساسية هي أن كل هذه النتائج والتفسيرات تعتمد على افتراض أن طول الإصبع يعد مؤشرا جيدا لهرمونات ما قبل الولادة، مؤكدًا أن "الدليل على أن هذا هو الحال في الواقع هو أبعد ما يكون عن الإقناع".
وقال بروفيسور جيمس سموليغا، عالم وظائف الأعضاء من جامعة تافتس، إن حقيقة الأمر هو أن البعض "يقومون بعدد كبير من القياسات المختلفة، وبالنسبة لمعظمهم، لا توجد علاقة بيولوجية بين السبب والنتيجة، شارحًا أن الدلالات الإحصائية لا تعني صحة أو صدق النتائج.