أظهر الاجتماع الأخير بين أحزاب المعارضة الموريتانية حول الاتفاق على مرشح موحد لخوض غمار الانتخابات الرئاسية المقبلة تباينا كبيرا في وجهات النظر في ظل نزوع حزب تواصل نحو خيارات انفرادية ليس من ضمنها المرشح الموحد الذي تسعى القوى المعارضة الأخرى إلى الالتفاف حوله؛
وتقول أوساط مطلعة إن حزب تواصل الذي يعتبر من أكبر الأحزاب المعارضة التي تحوز أغلبية من العمد، يعاني هو الآخر من تباين قوي بين ثلاث اتجاهات يدفع كل منهما نحو خيار معين ؛
وتنحصر الخيارات الرئيسية لتواصل في دعم أحد المرشحين المستقلين خصوصا ممن يمتلكون وسائل مادية ملموسة - وهي نقطة أساسية لدى الحزب- للقدرة على تغطية نفقات الحملة الانتخابية،
الخيار الثاني لدى فصيل آخر من التواصليين هو الترشيح من داخل الحزب بمعنى أن يتم اختيار أحد قادته كمرشح للانتخابات الرئاسية ويجد هذا الخيار صعوبة في التسويق ويعارضه قادة كبار باعتبار أنه سيُظهِر الحجم الحقيقي للحزب للرأي العام مع ماسيضيفه من متاعب سياسية ومالية،
ويطرح آخرون دعم الحزب للمرشح المستقل النائب العيد ولد محمدن ضمن الاستحقاقات القادمة؛
في المقابل يسعى حزب اتحاد قوى التقدم إلى إيجاد مرشح يُقاسمه رؤية الحزب حول الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية بالإضافة إلى موافقة البنود الواردة في الميثاق الوطني وهي نقطة ستُبعده عن أي التقاء مع رفاق الأمس في أحزاب المعارضة الأخرى؛
وتتفق الكتل المتصارعة داخل حزب تكتل القوى الديمقراطية على دعم مرشح يتبنى بنود الميثاق الوطني الموقع مؤخرا بين حزب الإنصاف من جهة وحزبا التكتل واتحاد قوى التقدم؛
ويبدو أن خيار دعم النائب بيرام الداه اعبيدي تم استبعاده من طرف أغلب الكتل المعارضة وسط نية التحالف من أجل العيش المشترك AJDM ترشيح أحد قادته،
ويبقى التوافق على اختيار مرشح موحد والذي تسعى أحزاب من المعارضة للإتفاق عليه أمرا عسيرا في ظل التشرذم الحاصل والاستقطابات التي من آخر مظاهرها تصريح نائب رئيس اتحاد قوى التقدم التي وصف بها رئيس حركة إيرا النائب بيرام الداه اعبيد بأنه مثل التلميذ التي لم يحضر جيدا للامتحان ويعرف النتيجة التي تنتظره مضيفا أن بيرام يفضل السجن على خوض الانتخابات،
إن الاصطفافات داخل الساحة السياسية لم تأخذ شكلها النهائي بعد وهناك حديث عن مرشحين مستقلين قد تقذف بهم قوى فاعلة داخل المشهد الوطني وسط الحديث عن أزمة قد يطرحها الحصول على تزكية العمد لأغلب المرشحين.
هذا؛ ويُنتظر أن يعلن رئيس الجمهورية ترشحه لمأمورية ثانية خلال الأيام القادمة وتتبنى أحزاب الأغلبية هذا الترشح وتسعى لحشد أكبر دعم له داخل الساحة الوطنية.