وصل الرئيس محمد ولد الغزواني الأحد إلى مدينة نواذيبو شمال غرب البلاد، وكان في استقباله جماهير حشدها أنصاره لإظهار مستوى التفافهم حوله، وفي تفاصيل المشهد انبثت مطالب ومظالم للسكان، رأوا في استقبال المسؤول الأول في البلاد فرصة لرفعها في وجهه.
فريق الأخبار رصد العديد من المطالب والمظالم التي سجلت حضورها في الاستقبال الرئاسي، وهي مطالب ومظالم انتظمت الصياديين، وعمال النظافة، وعمال العربات بميناء نواذيبو المستقل، ومتقاعدين، فضلا عن مطالب ومظالم أخرى متنوعة.
معاناة ضاغطة
الصياديون التقليديون كانوا في مقدمة من رفعوا لافتات بمطالبهم، حيث اختاروا شعارات لحراكهم من بينهما "الصيد التقليدي يعاني"، و"كفانا كزره"، و"موريتانيا الأعماق تحتاج 15 يوما"، وذلك إلى الفترة الخاصة بالصيد التقليدي.
الفاعل في الصيد التقليدي سيد محمد أحميد أكد في تصريح لمراسل الأخبار أن قطاع الصيد التقليدي يعاني على مستويات عدة، ويواجه إهمال حقيقيا، حيث فقد العاملون فيه "فترة 15 يوما" التي كانت مكسبا لهم بالإضافة إلى استفحال ظاهرة خرق التوقيف البيولوجي.
وشدد ولد أحميده أن الحصة الإجمالية الممنوحة للصيادين التقليديين غير كافية، كما أنهم لم يجدوا أي حماية في وجه من يهربون الأسماك من الشركات والبنوك، والأساطيل الأجنبية العملاقة الصينية والتركية وغيرها، واصفا هذا الواقع بأنه يشكل ظلما بينا للصيادين التقليديين.
ورأى ولد أحميده أن قرار وكالة الشؤون البحرية باستحداث اشتراطات للسفن والزوارق دون التأكد من مدى تطبيقه على أرض الميدان أمر مستغرب ومثير.
وناشد ولد أحميده باسم كل الصياديين التقليديين الرئيس محمد ولد الغزواني باتخاذ قرارات حازمة تشفي غليل الصيادين وتنصفهم بعد طول معاناة.
ظروف قاسية
أما بحارة الصيد الصناعي، فحضروا من خلال مطالب تطالب بالالتفاف إليهم، وتغيير واقهم الصعب، وتحسين ظروفهم القاسية.
وأكد المتحدث باسم بحارة الصيد الصناعي محمد بوعمو إنهم يعلقون أمالا كبيرة على زيارة الرئيس ولد الغزواني من أجل حلحلة مشاكلهم، وزيادة رواتبهم لتواكب مستوى الأسعار المرتفع جدا.
وشدد ولد بوعمو على معاناة عمال قطاع الصيد الصناعي بسبب ضعف العائدات، وتدني الرواتب، حيث يتقاضون مبلع 81 ألف أوقية قديمة، واصفا هذا المبلغ بأنه لا يسمن ولا يغني من جوع.
ودعا ولد بوعمو الرئيس إلى التدخل شخصيا، وخلال هذه الزيارة من أجل مراجعة الاتفاقية الجماعية لإنصاف بحارة الصيد الصناعي.
كما طالب ولد بوعمو الرئيس بفرض تطبيق الزيادة التي منح لكافة العمال، فيما تم حرمانهم منها، داعيا إلى إنهاء ظلم أرباب العمل للبحارة، وفرض تطبيق قوانين الشغل بكل صرامة وشفافية.
انتظارا للفتة
عمال العربات في ميناء نواذيبو المستقل أعربوا عن أملهم في أن يجدوا لفتة من الرئيس ولد الغزواني خلال زيارته للمدينة متهمين مدير الميناء الحالي بحرمانهم من مزاولة عملهم، وقطع مصدر رزقهم، وكذا رفض استقبالهم لنقاش الموضوع معهم.
ولفت المتحدث باسمهم تنب ولد اسويلم في حديث لمراسل الأخبار إلى إنهم يعملون في الميناء منذ 1995، واصفا قرار مدير الميناء بطردهم بالخاطئ والتعسفي.
وناشد ولد اسويلم الرئيس ولد الغزواني بالتدخل شخصيا لحلحلة قضيتهم، وإنهاء ما وصفه بمحاصرتهم، والتضييق عليهم، ووقف مصدر رزقهم الأوحد، مذكرا بأن ينتظروا منذ نحو شهرين دون أي عمل.
طلبا للعقود والتأمين
عمال النظافة بمركز الاستطباب الجهوي تجمهروا في استقبال الرئيس ولد الغزواني خلال وصوله للمدينة، مطالبين بتسوية وضعية 26 عاملا يعملون في المركز منذ 2004 دون عقود عمل، ولا ضمان أو تأمين صحي.
وناشد العمال الرئيس ولد الغزواني بالتدخل لتسوية قضيتهم، وإنهاء معاناتهم المستمرة منذ سنوات.
وفي تفاصيل مشهد الحشد الجماهيري عند بوابة المطار، وعلى الشارع الرئيس انتشرت اللافتات المطلبية وتنوعت، أملا في أن تجد لدى الرئيس الذي وصل إلى المدينة حلا لمطالبها أو رفعا لمظالمها.