العيد فرصةٌ للتسامح، أيامُه أيامُ محبةٍ فيها تُضفى الابتسامة وتُغَيَّبُ الإساءة.
هذا هو الأصل وذاك عهدنا به، هكذا عهِدناه و هكذا عاد إلينا على هذا النحو و هكذا نتمناه أن يعود علينا أبد الدهر.
وأي خلل في هذا النظام الأخلس في بياض الشريعة وبهاء القيم يشي بالجهل بالأعراف إن لم يكن محاولةً للتمرد على حضارة الإسلام و إرث العرب، فالحضارة جملة من القيم والتقاليد المعروفة عند مجتمع معين بهذا الحد عرفها ابن خلدون.
يعود العيد ليعيدَ التسامحَ والوقوفَ بعرفة والمبيتَ بمنىً والصلاةَ على المصطفى ولِتُرَدَّدَ في أيامِه التلبية ويكثر الخشوع وتُقدم الأضاحي تيمنا بسنة سيد الخلق و حبيب الحق محمد صلى الله عليه و سلم ، و استحضارا لإيمان خليل الرحمن إبراهيم وطاعة ولده إسماعيل عليهما السلام. وليتذكر حجاج بيت الله ذلك اليوم الموعود في مشهد معبر يحكي قصةَ المساواة بتعبير أبلغ من الكلام وأروع من خشبات مسارح الدنيا لأن القصة ذات الدلالة تحمل متعة التعبد وبعد المساواة وحقيقة البعث والنشور.
يعود العيد…. و يعود حنفي – و شتان ما بين العائديْن – ليعيد الأحاجي ويوزع هداياه المطمورة في كنوز القذف والتجريح مغتابا متهكما ساخرا لأن الحياة تسوَدُّ في عينيه كلما ذُكِرَ وزيرٌ أو رئيسٌ أو أميرٌ أو قائدٌ أو عظيمٌ أو ناجحٌ في الأعمال.
هو لغز من نواميس الطبيعة وأسرار الكون أن يتفاوت الناس في الرزق وأن تتفاوت مستويات الفهم والإدراك وأن تختلف الألوان والأجسام وأن يموت البعض في مقتبل العمر ويُرَدَّ آخرون إلى أرذله.
الأكيد أن اللغز لن يُفَكَّ على قريحتك فهي خفايا الحياة المصانة عن العبث في دجى الحقيقة.
الواجب أن لا نحسدَ الناسَ على ما هم عليه والمفروض أن لا نحاولَ تغيير قدرٍ لن نصيبه مهما طال الغياب وسال الحبر و خامَرَ العقلُ المحال.
كيف تصف شخصا بالراشي وآخر بالمرتشي وتوزع مفرداتٍ موغلةً في الغيبة والسب والهجاء.
أعتقد أنك صحفي بالمهنة… وأنك مذ زمنٍ آليت أن لا تدع مهنتك ، وأنك من أدرت قناة موريتانية حرة.. وأن ذلك تم في ظروف يكتنفها بعض الغموض!! بمعنى أن حيثيات العقد -الأسباب والمسببات- تمت داخل أربعة جدران لا أحد يمكن أن يصفك بالمرتشي ولا مالكَ القناة بالراشي سوى بعض المتسلطين السائرين على ” الحنفية ” غير الحنيفة رغم أن البعض يتكلم عن سيارة ومبالغ وزيادة في الأجر وأشياء من هذا القبيل أكثر من ” اللوث ” / ( الأمَارة غير القاطعة) على القتل التي تقدمت بها سبيلا لتوريط الوزير والتشهير بالصحفي والتعريض بالمستشار.
لم يرش الوزير ولم يرتش الصحفي ولم يكن هنالك راشٍ و لا مُرتشٍ و لا رائشَ يمشي بينهما.
فإذا كانت الرشوة تتطلب راشيا ومرتشيا و(رِشَاءً) -وهو حبل الدلو- فما بالك إن طال الرشاء وسلك سُهُوبا (من الأرض و من الليل) يعكر الغيم أجواءها و تسكنها الغمامة أحيانا ليحمل الدلو مفرداتٍ مشفرةً تفتح كلماتها الساكنة لطغيان الأمر فتعج منها أساليب التوريط و أنماط اللعنة و التلفيق ضد أمة عظيمة لأن ثلة من الناس قررت أن تقيم خارج البلاد.
و بحكم ميولي الطبيعي إلى علم النفس فإنني لم أجد مسوغا لإقدامك على النيل من حرم رئيس الجمهورية فقد أقحمتها مصورا قصة مخالفة للنمط القصصي مستحضرا فيها من الحلي والأوان والحفلات وأشياء أخرى ما تفتقده كتاباتك غير الرصينة حتى بدت للمتلقي الفطِن –كما هي في الواقع- صورا باهتة من نسج خيالك الناطق بالتهويل.
لم أفهم سرا خفيا يجعلك ترتبط بأنواع الزينة وكنوز النساء وهو ميول فطري لدى الإناث!!
هي أيضا خرجات -غير موفقة- عن المألوف في قواميس الرجال في هذه الأرض حيث تُهاب المرأة وتُصان الكرامة ويعف الرجال.
وأجزم أن صوتا نسائيا مبحوحا يحركك لتنال من امرأة ظلت بعيدة عن الأضواء والملاسنات والمداخلات والتدخلات على العكس من أخريات ذهب بهن الفضول حد التعريض و التهويل ولربما العويل!!!..