نقول إلا ما يرضي الله.
الكل يعزَّى في الشخصية الوطنية لحريطاني ولد الخالص : كل المجموعات وكل الأفراد وجميع مناطق الوطن .. تغمده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جناته.
لقد كان لحريطاني ولد الخالص - عمدة اكجوجت السابق ورئيس جهة اينشيري سابقا - وجيهًا وسياسيا ورجل مجتمع وصاحب قيمٍ ومثلٍ عليا وجّهته وقادته، طيلة حياته الحافلة والغنية، إلى خدمة الإنسان والدفاع عن قضاياه العادلة باعتباره إنسانا قبل كل شيء.
لقد كان لحريطاني، نفسه، إنسانا بمعنى الكلمة يهتم بشؤون الناس ويعيش معهم .. بل بينهم .. مُخْلصاً ووفيا في وضع تجربته الغنية في خدمة الإنسان وتقديم النصح القيم والسديد والمساعدة السخية والفورية لكل من لجأ إليه، يولي اهتماما خاصا بالبسطاء والكادحين ضمن فضاء وطننا الفسيح ويقف سندا قوياً لمن لا سند لهم ومَن تقطعت بهم سبل الحياة في البوادي والأرياف وحتى المدن بِغَضِّ النظر عن بعدهم أو قربهم جغرافيا أو مجتمعيا .. لا يبارح التزامه ومساندته المطلقة للكل حتى إحقاق الحق، سلاحه في ذلك قوة شكيمته وعدالة مواقفه وتوفيقه في المهام وإيمانه الذي لا يتزعزع في المولى عز وجل.
لقد كان قوياً في مواقفه سواء تلك الشخصية أو العامة، صلبا في قضاياه العادلة .. يعامل الكل وفق منهجه الأخلاقي النبيل منقطع النظير الذي اختطه لنفسه ونحته عبر مسيرته الحافلة التي نجح خلالها، رحمه الله، في معاملة الكل بصدق ووفاء وإخلاص تام وانفتاح متحضر استطاع من خلاله احتواء الجميع دون إقصاء ولا تمييز حتى صار لحريطاني "مدرسةً" نهلت منها الأجيال وتعلم منها الجميع بلا استثناء.
وكان، رحمه الله - وهو السياسي المخضرم، العارف بشؤون الناس، القريب من واقعهم حدّ النضال والمثالية – مجسِّدا في حياته الفعلية لتلك القيم والمثل العليا، داعيا إليها ومبشرا بها، وفيًا لنفسه محترِما لذاته دون مساومة لا تغيره الفصول ولا المواسم، يُقْدِم وقت الإقدام، لا تأخذه في ذلك لومة لائم، خبِر الدنيا وأحوالها وأسهم إسهاما كبيراً في مجتمعه ووطنه وعاش كريمًا معززًا وضرب أحسن مثل للسياسي الملتزم ورجل المجتمع المؤمن بالأخوة والكرامة والإنسانية مُجسِّدًا قيّم الإباء والعزة والشهامة.
أحمد فال محمدن