تفاجأ سكان ولاية لعصابه وكافة قواهم الحية في المولاة وفي المعارضة وما بينهما من إلغاء أهم حلقات زيارة رئيس الجمهورية لمدينة كيفه أمس وهي "لقاء الأطر"، وصار حديث الساعة هو هذا الأمر الذي بدأ كافة المواطنين في الاستفسار عن أسبابه فخصصوا كثيرا من التفكير لتحليله واستخلاص دوافعه، حتى أولئك الذين لا يهتمون بالزيارة ولا تشغلهم الشؤون العامة في أي وقت من عمال بسطاء ورعاة وغيرهم.
هؤلاء يفاقم استغرابهم ودهشتهم إزاء ما حدث كون رئيس الجمهورية ترأس هذا الاجتماع في جميع المدن التي زارها خلال مأموريته الحالية وكان آخر ذلك في أنوذيب حيث استمر اجتماع الأطر حتى الفجر.
الشائعات انطلقت حول الموضوع وانصرف اهتمام الناس عن الزيارة صوبه ما أفقد بقية المحطات رونقها وجاذبيتها وأثر بشكل سلبي للغاية على الزيارة فاقتصرت على عدة ساعات ثم عاد الرئيس الذي اعتاد المبيت في المدن المزورة ولم يتعجل إلا في كيفه وحدها!
جميع القرائن تقود إلى الاعتقاد في أن ما حدث كان من تدبير وزراء الولاية المنغمسين في الصراعات الأهلية ، الراعين لكل ما يجري من حزازات و تشرذم داخل مكونات الحزب الحاكم وفي الأوساط الاجتماعية، شغلهم الشاغل أن تقوى أحلافهم وتتصدر المشهد وأن يتم سحق المنافس، ولما كانوا يستفردون بالمواطنين ويمررون ما يحلو لهم فإنهم أمام رئيس الجمهورية يخشون من كشف المستور وأن تقوم الأطراف المنافسة بمهاجمتهم عبر تعرية القطاعات التي يقودونها وفضحها ونعتهم بالفشل.
وفي هذا المضمار لا يستبعد المراقبون أن يكون والي لعصابه قد خضع لاستشارات هؤلاء فصدرت عن مختلف الجهات الرسمية تقارير تفيد بأن الساحة غير ناضجة لاجتماع مفتوح وأن الوضع قد يتفجر في حضرة الرئيس مما يسبب له الإحراج.
إن ما حدث حسب كثيرين ليس إلا استمرار هؤلاء الوزراء بالتلاعب بسكان الولاية والاستهتار بمصالحهم و من أجل مزيد من الإجهاز عليهم تعمدوا حجب آرائهم ومطالبهم عن رئيس الجمهورية ؛وهم اليوم يعيشون نشوة نجاحهم في إسقاط لحظة التحامه المباشر بمواطنيه. فهل يمكن أن نتوقع إنزال العقوبة بمن زينوا لرئيس الجمهورية التخلي عن أهم طعم في زيارته؟