وداع العقيد شامخ: قصة تفانٍ وعطاء

وداع العقيد شامخ: قصة تفانٍ وعطاء*

*طوى الجزيرة حتى جاءني خبر  
                            فزعت فيه بآمالي إلى الكذب  
 حتى إذا لم يدع لي صدقه أملا  
                            شرقت بالدمع حتى كاد يشرق بي*

*خبر التحويل كالصاعقة*

أتاني خبر تحويل العقيد شامخ من المدرسة الوطنية متعددة التقنيات إلى مدينة كيفة كالصاعقة بعد فترة ناهزت العقد من الزمن، زينها تفانيه وحرصه على الإتقان في العمل. خدم المؤسسة العسكرية والوطن دون أن يثنيه ظرف أو صعوبة.

*آثار وبصمات لا تنسى*

الأشخاص الوطنيون من الصعب أن يسيروا دون ترك آثارهم المميزة وبصماتهم اللامعة في الحياة. عملهم البسيط عبارة عن إنجاز يجب أن يشكر. نتقدم بخالص الشكر والتقدير للعقيد شامخ الذي أسهم بشكل مباشر لسنوات عديدة في تأطير أجيال من المهندسين والكفاءات العلمية التي يعتمد عليها تطور البلد.

*العطاء النبيل ورفع مستوى العطاء المعرفي**

إن هذا العمل النبيل يعكس روح الإنسان الوطني ويسهم بشكل كبير في رفع مستوى العطاء المعرفي والمهني. كما أنه يساهم في خلق بيئة تعليمية مناسبة للجيل القادم من رواد المدرسة الوطنية متعددة التقنيات.

*المدافع عن الوطن*

لا غرو إن طابت صنائع ماجد كان لأعوام عديدة يدافع ويذود عن هذا الوطن مع تعاقب الأزمات والمشاكل. ولعل أبيات ابن الرومي تصف قليل من كثير محامد هذا البطل:

*وما في الناس أجود من شجاع  
                              وإنْ أعطى القليل من النوال  
 وذلك أنه يعطيك مما  
                             تفيء عليهِ أطراف العوالي  
شرى دمه ليحويه فلما  
                           حواه حوى به حمد الرجال*

*مكافحة الإرهاب*

عندما بدأ شرر الإرهاب يتطاير ويتحول إلى حريق وطني ينشر الفوضى والخوف في كل مكان، كان العقيد شامخ ضمن الضباط الذين ساهموا في دحره واقتلاعه من ربوع الوطن. وكأن سدوم ولد انجرتو في مدح الأمير عثمان ولد هنون لعبيدي في رائعته الشهيرة كان يعني حضرة العقيد أيام ذلك العدوان الداخلي الذي عصف بموريتانيا:

*فرص افگراش انجوع اكيل  
                        اخيار الحلة واتيسه  
ماهي فرص افگراش ابخيل  
                        ايدور اباش ارخسه  
نعرف يــوم من ايام الويل  
                        نفستو فيه ونفسه  
هــــو نفسه بيه ارجيل  
                        وهي بيه اطويل انفسه*

---*حب الناس: المكسب الوحيد*
قدم الكثير للوطن دون مقابل، حب الناس كان هو المكسب الوحيد. شكراً له على عطائه المستمر وحرصه على النهوض بهذا البلد. أنا متأكد أنه سيعمل على تمثيل المؤسسة العسكرية أينما حل وارتحل.

*ترحيب مدينة كيفة*
ساكنة مدينة كيفة يرددون بمقدمكم طرنا مسرة أو كدنا، ويحيون فيه الشهم والرجل الذي سيسهر على خدمتهم وراحتهم. فهنيئاً لهم برجل كالعقيد شامخ ولد ابين ولد عثمان عبدالله.

بارك الله فيه وجعل هذا العمل في ميزان حسناته.
أحد أبناء الوطن سكان انواكشوط الاصلين تيارت