واء من التوتر والترقب الحذر تلقي بظلالها القاتمة على أجواء الحوارات والنقاش في قاعة الاجتماعات بمقر اللجنة الوطنية للانتخابات قبيل إحدى خرجاتها الإعلامية إبان التحضير للانتخابات الرئاسيات الأخيرة، تساؤلات جوهرية تبحث عن إجابات، وهواجس ومخاوف من أن يتطور السجال بين الموالاة والمعارضة إلى ما لا تحمد عقباه في ظل التراشق باتهامات التخوين والعجز عن إدارة المسار الديمقراطي والتناوب السلمي على السلطة بما يخدم الأمن والرفاهية والاستقرار في ربوع هذا المنكب البرزخي، لا أحد من الفرقاء يريد أن يسمع حجج الطرف الآخر ودعاويه،أخرى أن يقتنع بما يقول، وقد رفع كل منهم سقف شروطه عسى أن يظفر بالحد الأدنى منها، ولا قبول لأي توافق إلا بتنازلات من هذا الطرف أو ذلك
كانت اللجنة الوطنية للانتخابات المشجب الجاهز لتعليق أي إخفاقات أو تعثر والهدف المشرع لتسديد أي ضربات من تحت الحزام بين المتنافسين على حلبة الصراع السياسي.
كانت أجواء القاعة ساخنة كأنها ترمومتر يعكس حرارة النقاشات والجدل الدائر حول قدرة اللجنة على أن تقف حكما عدلا بين المتنافسين لخوض السباق الرئاسي وأن تدير الصراع بنزاهة وحكمة ومسؤولية رغم ما شاب الانتخابات البلدية والنيابية من ثغرات كانت اللجنة أول من أثارها وتعهدت بعدم تكرارها.
كانت الإضاءة الساطعة والكاميرات الدقيقة مشرعة صوب منصة القاعة وكأنها تتطلع للكشف عن خلجات المتحدثين ورصد ما بين السطور.
دنا مني أحد الصحفيين وهمس لا أبدل مكاني للمتحدث باسم اللجنة الذي لاشك سيحتاج إلى حكمة لقمان وفصل خطاب داود ليرد على الأسئلة المثارة،ويبدد نذر التوتر والتأزم التي سخنت حرارة القاعة قبل أن تكشف عنها الأوجه والايماءات.
قلت في نفسي لابد أنه امتحان صعب،وتحد قاس ينتظر مجلس حكماء اللجنة الذين اختاروا التترس وراء وجه الإعلامي والناطق باسمها لكن هذه الخرجة لن تكون إلا مثل سابقتها وسيجد الكل ردودا شافية وأجوبة مقنعة ويخرجون من القاعة ليس كما دخولها أول مرة منتصبي الهامات واثقي الخطا على وجوههم البشر وتعلو محياهم أمارات التفاؤل وهم أكثر قناعة بأداء اللجنة وحكمة مجلس حكمائها على أداء المهام والأدوار المنوطة بهم على أكمل وجه.
إنها قوة الكارزما التي يمتلكها أحد الرواد الأوائل في الحقل الإعلامي الموريتاني ، الدكتور محمد تقي الله الأدهم، والتي تعززت بفعل ثلاثة عقود من العمل في مختلف المجالات الاتصال والعلاقات العامة ثم كان للتجربة الإدارية داخل أروقة مؤسسات الإعلام الحكومي دورها في شحذ هذه الموهبة وصقلها حتى تستوي وتقوم على سوقها.
لاشك أن تمثل العميد تقي الله الأدهم واستيعابه لمهارات الاقناع والتواصل مع الجماهير وإلمامه بفنون العلاقات العامة كان وراء تألقه وبقائه على رأس الجهاز الإعلامي للجنة الوطنية للانتخابات وعلى مدى استحقاقين انتخابيين، كما ساهمت دراسته الأكاديمية العليا في مجال الفلسفة على منح خطاباته كل هذا الإقناع والتأثير ومع ذلك يبقى السر الأكبر وراء هذا النجاح الإعلامي والحضور الطاغي للعميد وكما يقول عنه زملاؤه في العمل هو تلك الأخلاق العالية والاريحية المعطاء والابتسامة المشرقة التي هي كالمغناطيس لكل من التقى العميد أو تحدث إليه
إن التسويق الإعلامي لإنجازات الحكومة ظل أحدى الثغرات التي تنفذ منها سهام النقد، وتسدد منها صفعات التجريح رغم الهيئات والمنابر الإعلامية المنتدبة لهذا الغرض ولعل الأداء المتواضع لمن تقلدوا منصب الناطق باسم الحكومة خير شاهد على ذلك فهل تكون اللجنة المستقلة للانتخابات أكثر أهمية لدى السلطات العليا من الحكومة نفسها فتؤثرها بقامة إعلامية سامقة كالعميد تقي الله الأدهم الذي لاشك سيصنع الفارق لو تولى مهام الناطق باسم الحكومة وتقلد منصب المسؤول الأول عن السياسات والتوجهات الإعلامية للحكومة ومع انبثاق فجر مأمورية الشباب.
الحضرامي ولد النهاه