نظرة الى الحكومة الجديده.. / السفير عبد القادر ولد محمد

اولا  لا  يسعني  الا  ان اتقدم  من  هذا  المنبر   بأحر التهاني والتبريكات لجميع   أعضاء الحكومة الجديدة  مع  تمنياتي  الصادقة لهم   بالنجاح  و بالتوفيق  في مهمتم .النبيلة ..
بغض النظر عن  كونها تضم    عدة اصدقاء  و  أقارب   و  أعزاء و  زملاء  ووجوه  أعرفها  و ارتاح لها 
وعن  كوني مقرب  منها بحكم  خياري السياسي  و   علاقتي بجهاز الدولة  فانها قبل كل شيء، حكومة موريتانيا التي انتظر الشعب تشكيلها  و التي تتوجه  الانظار  إلى عملها المستقبلي  عسى أن يعود. بالمنفعة  على وطننا العزيز. 

فالوطنية  تقتضي  منا جميعا  ان لا  نتمنى سوى النجاح للحكومة  و ان لا  نسعى إلى  الوقوف  امام  ما قد تقوم  به من إصلاحات  مفيدة  و لو  تم. تحقيقها. على حساب مصالحنا الشخصية .. 

عموما  أرى  آن هذه التشكيلة الحكومية  الجديدة  نجمت عن  ارادة  توفيقة( او توافقية ؟  ) بين. ضرورة الاستقرار حتمية التغيير ..
و هي معادلة جعلت منها شخصيا عنوانا و دافعا  لدعمي لترشح فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمأمورية ثانية. 
و  على العموم   تجسدت  تلك الارادة في  الحفاظ  بالشخصيات الوازنة  التي   تولت  طيلة المأمورية الأولى  تسيير  القطاعات السيادية المعنية  اساسا  بامن و استقرار البلد الذي يحتل الصدارة في سجل اولويات البرنامج الانتخابي،لفخامة رئيسالجمهورية( الدفاع ، العدل ، الخارجية و الداخلية ) و  من كامل   االانصاف   تجديد الثقة  في القائمين. عليها .  خصوصا  في ظرف  تتفاقم   فيه المخاطر  الامنية  إقليميا و دوليا و كذلك  في سياق سياسي يتسم  بالمزايدات ضدهم او على الاقل  ضد  بعضهم .
و قد ظهر  توجه   التغيير  من خلال   عدة رسائل أذكر  منها  على سبيل المثال لا الحصر   الاختيار اللافت  لوجوه شبابية  طبقا. لما. تعهد. به السيد الرئيس   و أكده   في حفل تنصيبه.
و كذلك عبر  لفتة جلية  إلى الكفاءات استجابة لمطلب مشروع  لجزء مؤثر  من الرأي العام. 

 

كما عكست  القراءة الرسمية لتشكيلة الحكومة  الجديدة   طابعها الشبابي المثير  للانتباه . 

و يمكن القول  بان الحكومة الجديده ظهرت بالجملة  بمحرك  تكنوقراطي مما يوحي بأنها ملزمة بالنتيجة و قد. استوقفتني في هذا السياق عبارة   "ألزمني"   بدل كلفني  التي استخدمها صاحب المعالي الوزير الأول السيد المختار بن اجاي ...و أجزم بأنه استحضر  خلفيته   التكنوقراطية  التي تسعى إلى  تحقيق نتيجة  في أقرب الاجال..
و في سجل التغيير الحتمي  هنالك جزئية لايمكن تجاهلها. تتعلق باسناد قطاع  الشوؤن الإسلامية  إلى وزير  الوظيفة العمومية السابق  في سابقة من نوعها و تطبيقا. لفكرة  طالما تم طرحها مفادها. بأن تولي هذا القطاع الذي صار سياديا  في عهد الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني  في الأساس  مهمة سياسية  و ليس  حكرا.على الفقهاء و هذا  موضوع مهم  يستحق النقاش،.
و يمكن القول  خلاصة بان اختيار الحكومة  خضع  رغم  ما  قد ما يقال  عنها  من الماخذ لاسباب موضوعية او لاغراض   ذاتية  لمعايير  التجديد و الكفاءة ..
و لعل اهم  ما  ينتظر  منها  على المدى القريب  هو  التماسك  بموجب التضامن الحكومي  من اجل انجاز  تعهدات رئيس الجمهورية  فهي بالمقام  الاول  طبقا لنظامنا  الدستوري  حكومته و  ليست حكومة الوزير الاول  و بهذا الوجه المنشود يطلب منها قبل كل شيء ان تحافظ على هيبة الدولة  في المراسيم و في المباني العمومية و في السلوك الجماعي للسادة الوزراء و لاعوانهم من الموظفين.

. كما تطلب  منها  الشفافية في تسيير الشان العام و في مواجهة الراي العام بالادلة القاطعة و بالنتائج المقنعة  بعبدا  عن لغة الخشب و عن  مظاهر  التطبيل المبتذل الذي لم  يعد مقبولا في زمان الكشف الرقمي  للستار عن الغامض من الاخبار ..  

و في هذا المجال  ستتجه الانظار الى معالي الوزير  الحسين امدو الناطق الرسمي  الذي  يعتبر من ابرز الكفاءات الوطنية في مجال الاعلام ..و ستتجاوزه الأنظار الى  الوزير  الاول صاحب المعالي المختار بن اجاي الذي  لا شك انه يعي  جسامة التحديات  الراهنة و الي جميع الوزراء و الوزيرات خاصة  من فئة الشباب  التي تم  تمكينها من الحكومة و تمكين الحكومة منها  و اخيرا  وليس اخرا ..   بارك الله لموريتانيا في الحكومة الجديده. 
و الله  ولي التوفيق ...
عبد القادر ولد محمد