استعدادا لجولته الإفريقية التي سيبدأها الثلاثاء المقبل من موريتانيا، بحث رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الجمعة، مع رئيس إقليم جزر الكناري فرناندو كلافيجو قضية معالجة الهجرة غير النظامية.
وأكدت وسائل إعلام إسبانية، أن محادثات الطرفين تركزت على ضرورة إيجاد حل دائم لقضية القصر غير المصحوبين بذويهم الذين يصلون للإقليم بطرق غير نظامية، في الوقت الذي حذر فيه رئيس الإقليم من "محنة كاملة" جراء استمرار وصول "أعداد كبيرة" من المهاجرين في ظل زيادة سوء أحوال البحر، خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.
معضلة القصر
تتربع قضية رعاية إقليم الكناري لآلاف القصر القادمين من دول غرب أفريقيا، على رأس جدول أعمال زيارة رئيس الحكومة الإسبانية لهذه الدول التي تشكل المصدر الرئيسي للمهاجرين عبر "قوارب الموت" في رحلتهم نحو الحلم الأوروبي.
ويشكل الإقليم نقطة دخول رئيسية للمهاجرين غير النظاميين، الذين ينطلقون منه إلى الداخل الإسباني وباقي الدول الأوروبية، في حين يبقى القصر غير المصحوبين بذويهم تحت وصاية الحكومة الإقليمية للكناري، وهو ما يشكل معضلة سياسية مازالت عصية على الحلول.
تقول حكومة جزر الكناري إن لديها القدرة على رعاية ألفي (2000) قاصر، ولكنها ترعى حاليا أكثر من 5500 طفل ومهاجر مراهق وصلوا إلى الأرخبيل بمفردهم، وهو ما يجعلها تسعى للتوصل مع الحكومة الإسبانية لحلول طويلة الأجل، تتطلب تغييرا للقانون الخاص بالهجرة.
وهي حلول فشلت كل المحاولات السابقة في التوصل لها، فقد رفض المشرعون الإسبان بمن فيهم الحزب الشعبي الحاكم في الكناري، النظر في اقتراح كان يلزم مناطق أخرى في إسبانيا باستقبال بعض القصرغير المصحوبين بذويهم العالقين في جزر الكناري.
وصول أعداد كبيرة
أكدت الإحصاءات الصادرة عن وزارة الداخلية الإسبانية، وصول أكثر من 22 ألف مهاجر غير نظامي إلى إقليم الكناري في الفترة مابين يناير إلى منتصف أغسطس من هذا العام، بزيادة 126٪ عن نفس الفترة من العام الماضي.
وحذرت منظمات إنسانية إسبانية متخصصة في مجال الهجرة، من أن نحو 150 ألف شخص أغلبهم فروا من الصراع المسلح في مالي يستعدون للعبور إلى موريتانيا ليغادروا منها إلى الأرخبيل الإسباني.
وأعلنت خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية، أمس الجمعة، إنقاذ قارب يحمل 173 مهاجرا بينهم ستة أطفال وثماني نساء، إضافة إلى انتشال قتيلين من ركاب القارب الذي عثر عليه قرب جزيرة هييرو.
رحلة الموت
يعد طريق المحيط الأطلسي من غرب إفريقيا إلى جزر الكناري، أحد أكثر الطرق دموية في العالم، ففي الوقت الذي لا تتوفر فيه إحصاءات دقيقة حول أعداد ضحيا رحلات الهجرة، تقدر منظمة حقوق المهاجرين الإسبانية "وورك بوردرز" أن الضحايا بالآلاف.
وتسجل حوادث اختفاء قوارب المهاجرين أو تحطمها في المحيط الأطلسي، بشكل يومي، حيث يختفي بعضها لعدة أشهر قبل أن يتم العثور عليه في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا اللاتينية، وقد صارت هياكل تحمل رفات بشرية. فهل تنجح إسبانيا ودول المنطقة في وضع حد لرحلة الموت هذه.