سعيا منا في موقع المعدن الإخباري إلى إطلاع قرائنا الكرام على كل ما يفيد ويزيد، بتحليل متوازن، ونقاش متبصر، وحرصا منا على تزويد المواطنين الموريتانينن وغيرهم، بثقافة صحية تستند إلى معلومات علمية مأخوذة من مصادرها الصحيحة، أجرينا مقابلة هامة وغنية بالدروس العلمية المفيدة، مع الدكتور حمود ولد ابراهيم، حاصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا تخصص الميكروبيولوجيا سنة 2006 من جامعة الشيخ انتا ديوب بدكار/السينغال، وله خبرة طويلة كرئيس مختبر الميكروبيولوجيا في المكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد وزراعة الأسماك، والحاصل على الاعتماد الدولي ISO17025 من 2008 إلى 2017. نحاوره ونستجلي من خلاله ما وراء الخبر، في لقاء شامل حول وباء جدري القردة(إمبوكس)، وما له من خطورة على الإنسان، كيف يصيب الإنسان، الوقاية منه وكيف علاجه ...
المعدن الإخباري : الدكتور نريد في بداية هذه المقابلة أن تقدموا للقارئ تعريفا ولو مختصرا عن شخصكم الكريم ؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : الإسم الدكتور حمود ابراهيم اباهيم، حاصل على شهادة الدكتوراه في البيولوجيا تخصص الميكروبيولوجيا سنة 2006 من جامعة الشيخ انتا ديوب بدكار/السينغال.
عملت كرئيس مختبر الميكروبيولوجيا في المكتب الوطني للتفتيش الصحي لمنتجات الصيد وزراعة الأسماك والحاصل على الاعتماد الدولي ISO17025 من 2008 إلى 2017. ومنذ العام 2017 إلى غاية اليوم أشغل منصب رئيس قطاع الإدارة في نفس المؤسسة. عملت إيضا كمدرس لمادة الميكروبيولوجيا في مؤسسات التعليم العالي في البلد وقمت، بتأطير عدة أبحاث في نفس المجال لنيل شهادات الماستر والدكتوراه.
المعدن الإخباري : أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ عالمية بعد تفشي "جدري القردة"، ما هو جدري القردة، وما هي أعراضه؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : جدري القردة، ويُعرف اختصاراً باسم إمبوكس (Mpox)، هو مرضٌ يسببه فيروس جدري القردة. وهو عدوى فيروسية يمكن أن تنتشر بين الأشخاص، عن طريق المخالطة المباشرة بشكل رئيسي، وأحياناً من البيئة إلى الناس عبر الأشياء والأسطح التي يلمسها شخص مصاب بجدري القردة. وفي الأماكن التي يوجد فيها فيروس جدري القردة بين بعض الحيوانات البرية، يمكن أيضاً أن ينتقل من الحيوانات المصابة إلى الأشخاص المخالطين لها.
المعدن الإخباري : كيف يصيب الإنسان وما هي طرق الوقاية منه؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : ينتقل إمبوكس من شخص إلى آخر من خلال المخالطة الوثيقة لشخص مصاب، بشكل رئيسي. وتشمل المخالطة الوثيقة التلامس الجلدي، ويمكن أن يتضمن أيضاً المخالطة وجهاً لوجه مع شخص مصاب بإمبوكس مثل التحدث أو التنفس بالقرب من شخص آخر .
ويُعتبر الأشخاص المصابون بعدوى إمبوكس معديين حتى تظهر علامات الشفاء، وعادةً ما يستغرق ذلك من 2 إلى 4 أسابيع.
ومن الممكن أيضاً أن يستمر وجود فيروس إمبوكس لبعض الوقت على الملابس وأغطية الأسرّة والمناشف والأشياء والإلكترونيات والأسطح التي لمسها شخص مصاب. وقد يصاب شخص آخر يلمس هذه الأغراض، خاصة إذا كان مصاباً بجروح أو خدوش أو لمس عينيه أو أنفه أو فمه أو أغشية مخاطية أخرى دون غسل يديه أولاً. ويمكن أن يساعد تنظيف وتطهير الأسطح/الأشياء وتنظيف اليدين بعد لمس هذه الأسطح/الأشياء التي قد تكون ملوثة في الوقاية من هذا المرض، ويمكن أن ينتشر الفيروس أيضاً أثناء الحمل إلى الجنين، خلال الولادة.
يمكن أيضاً أن تنتقل العدوى إلى شخص يلامس حيواناً حاملاً للفيروس، مثل بعض أنواع القرود والقوارض البرية. ومن الممكن أيضاً الإصابة بالفيروس عن طريق تناول لحم ملوث لم يُطه جيداً وهو أمر مستبعد في بلادنا نظرا للعادات الغذائية التي ترتكز أساسا على لحوم الإبل والأغنام والبقر.
المعدن الإخباري : تم الاشتباه مؤخرا بحالة مرضية، ثم أكدت وزارة الصحة خلو صاحبها من الإصابة بمرض جدري القردة، حسب علمكم هل مازالت موريتانيا خالية من هذا الوباء؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : حسب المعلومات المتوفرة فبلادنا لاتزال بحمد الله خالية من تسجيل حالات من مرض الإمبوكس. الا انه وكما تعلمون فالبلاد تعتبر وجهة للعديد من الوافدين الأجانب، والوافدين من أبناء البلد المقيمين أو العابرين لمناطق سجلت فيها حالات من هذا الوباء، لذلك يجب على السلطات الصحية أخذ الحيطة ووضع خطة محكمة لمراقبة المعابر الحدودية للكشف على الوافدين، من أجل تفادي تفشي الوباء داخل التراب الوطني. كما يجب على المواطنين أخذ الحيطة و التقيد بنصائح وتعليمات الهيئات الصحية المختصة والتبليغ الفوري عن الحالات المشتبهة.
المعدن الإخباري : ما هي أماكن تواجد هذا الوباء وهل من المحتمل أن يصل إلى موريتانيا؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : المعطيات والمعلومات المتوفرة تفيد بظهور بؤرة الوباء في جمهورية الكونجو الديمقراطية وانتشاره ليصل بعض البلدان الإفريقية المجاورة. وكما أشرت مسبقا فبلادنا كباقي بقاع العالم مهددة بانتشار الوباء، بفعل عوامل تتعلق بتنقل الأشخاص الحاملين للوباء سواء من الأجانب أو من المواطنين القادمين من أماكن انتشار الوباء.
المعدن الإخباري : هل هناك علاج لجدري القرده؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : يستعصي الحصول على علاجات فعالة للأمراض الفيروسية بشكل عام، ويتم التركيز على علاج الأعراض أو التخفيف منها، وتبقى اللقاحات المضادة للفيروسات هي انجع السبل للوقاية منها. فيما يخص الإمبوكس فقد تم تطوير منتجات قد تكون مفيدة أيضاً لعلاجه. وفي يناير 2022، وافقت الوكالة الأوروبية للأدوية على استعمال دواء مضاد للفيروسات جرى تطويره لعلاج الجدري (تيكوفيريمات) لعلاج إمبوكس في ظل ظروف استثنائية.
المعدن الإخباري : حسب علمكم ما هي التدابير المتخذة رسميا للوقاية من وباء جدري القردة؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : المنظومة الصحية للبلد شهدت تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، سواء على مستوى الكادر البشري أو على مستوى البنى التحتية. أعتقد أن الكوادر و الأطقم الصحية العاملة في البلد على أتم جاهزيتها للتصدي للوباء. لكن إن لم تتضافر الجهود فسيقلل ذلك حتما من احتمالية نجاح الجهود المبذولة للتصدي للوباء. لذلك من الواجب على كل مواطن أن يساهم من موقعه في الجهود المبذولة للحد من تفشي الوباء في البلد.
المعدن الإخباري : هل من كلمة أخيرة؟
الدكتور حمود ولد ابراهيم : أود أولا أن أشكر موقع المعدن الإخباري على خطه التحريري المنحاز للقضايا التي تلامس هموم المواطن، كما أشكره على إتاحة هذه الفرصة للمساهمة في تنوير الرأي العام حول هذا الوباء أجارنا الله وبلاد المسلمين منه. كما أود أن الفت نظر السلطات العمومية إلى ضرورة إنشاء نظام متكامل لتسيير الأوبئة يتم تفعيله تلقائيا عند الاعلان عن ظهور الحالات الأولى من أي وباء قد يشكل خطرا على صحة المواطنين، وأن تعطى الأولوية في المأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني للمنظومتين الصحية والتعليمية لما لهما من تأثير على مستقبل البلاد.
نقلا عن موقع المعدن الإخباري