(رواية في سطور)
عندما ولد "ملف فساد العشرية" المشؤوم سفاحا، كان مثله كمثل: قوم سطوا على جنة بربوة تجري من تحتها الأنهار، فيها من كل الثمرات، فعاثوا فيها، ونكلوا بأهلها أيما تنكيل، وألقوهم في غيابات الجب، ورموهم بما رمى به المرسل إليهم رسلهم حتى لا ينصرهم أحد.. وكتبوا شفاه الناس!
وبعد خمس شداد من الطغيان أصبحت الجنة صعيدا زلقا، وأصبح ماؤها غورا، وأحيط بثمرها، فهي خاوية على عروشها!
دب الذعر والهرج والمرج في صفوف القوم، فاختلط حابلهم بنابلهم، وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون، ويتلاكمون! يقول المثل (بتصرف): إذا تخاصم القوم كشف المستور!
تهامس الناس في شأن الجنة المنكوبة، ثم علت أصواتهم شيئا فشيئا، وما لبثوا أن صدعوا بما في صدورهم، وصاحوا: لن نترك جنتنا تحترق! أين أهل الجنة؟ نحن أهل الجنة!
فكر كبير القوم وقدر ذُلَّ الوضع الذي أنزله قرناؤه.. فخرج على قومه غضبان أسفا. لعن بعضهم، وجفا بعضا! ثم آوى نفرا من أهل الجنة رفعهم على العرش، وبوأهم صدارة مجلسه، وسلمهم المقاليد، وأعلن التوبة.. وغير عتبة البيت!
هنا توفي "ملف فساد العشرية" المشؤوم:
{ومكروا ومكر الله وألله خير الماكرين}.