قال المحلل في مركز الدراسات الاستراتيجية سينيك في باماكو بوبكر بوكوم، إن تزامن هجوم مدرسة الدرك مع محاكمة مقررة لبعض الضباط الكبار يشكل مصادفة مقلقة.
وأكد في تصريح لوكالة “مدار”، إن الهجوم تزامن أيضا مع ذكرى مرور 64 عامًا على تأسيس الدرك الوطني، الذي تم إنشاؤه في 17 سبتمبر 1960. لذلك، لافتا إلى أن استهداف هذا المكان اليوم في هجوم يحمل دلالات هامة.
وتابع المحلل المالي: “إذن من المهم أن نفهم أن هذين العاملين يجعلان هذا الهجوم بالفعل مزعجًا للغاية”، مضيفا أنه من هذا المنطلق، ليس من المفاجئ تمامًا أن نرى “الإرهابيين اليوم يحاولون زعزعة ثقة الشعب المالي، مهاجمين حتى باماكو لإعطاء الانطباع بأن الجيش الذي نحاول إظهاره كقوة صاعدة ليس كذلك، وأنه غير قادر على مواجهة الإرهاب”.
وأضاف بوكوم، أن هذا هو نوع الرسالة التي يرغبون في إيصالها، “رسالة الشك واليأس التي يحاولون زرعها في أذهان الماليين”، داعيا إلى استحضار أنه في عام 2001 عندما تم قصف مركز التجارة العالمي وسقط البرجان، لم يكن يعني ذلك أن الجيش الأمريكي لم يكن قويًا، ولم يكن يعني أن الولايات المتحدة لم تكن تعتبر قوة عسكرية عظمى.
وبالتالي، يقول المحلل المالي: “بجانب القوة العسكرية، هناك دائمًا ثغرات أمنية عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، لأن الإرهاب يعتمد على تجنيد أفراد لا يرتدون الزي العسكري ولا يحملون أسلحة، وهم قادرون في أي لحظة على التحول إلى قنابل بشرية”.
ولفت إلى أنه من هذا المنطلق، من الصعب التمييز بين الإرهاب والهجمات المباشرة، مضيفا أنه من الواضح اليوم أن الرسالة واضحة للغاية، ولكنها أيضًا إشارة قوية تظهر أن الإرهاب في تراجع.
وقال بوكوم، إنه “إذا كانوا اليوم غير قادرين على مهاجمة المواقع العسكرية بشكل مباشر ويأتون للاختباء في المدن وسط السكان المدنيين، فهذا يعني فعليًا أنهم في حالة تراجع”.