حدد “جيش” الاحتلال الصهيوني، محمد السنوار، باعتباره الهدف التالي له في غزة، بعد اغتيال شقيقه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار، فجر الخميس، بعملية عسكرية في حي تل السلطان بمدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وقال “جيش” الاحتلال، اليوم الجمعة، إنه يبحث بنشاط عن محمد السنوار، شقيق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الراحل، ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” العبرية، عن المتحدث باسم “جيش” الاحتلال دانيال هاغاري قوله إن “الجيش” الإسرائيلي سيستمر في العمل في قطاع غزة ضد جميع القادة العسكريين لحركة حماس وبنيتها التحتية”.
وزعم هاغاري أن الكيان الصهيوني لا ينفذ “خطة الجنرالات” لمحاصرة شمال غزة، زاعمًا أنّ “جيش” الاحتلال لديه خططه الخاصة، والتي “تتبع القانون الدولي”، بحسب تعبيره.
وتعتمد خطة الجنرالات التي ينفذها “جيش” الاحتلال الصهيوني في شمال القطاع على تجويع المواطنين من خلال خنق شمال القطاع، وإجبار السكان على الرحيل أو الاستسلام أو مواجهة مصير مجهول.
ولد محمد السنوار في سبتمبر 1975، في مخيم خان يونس للاجئين في قطاع غزة لأسرة فلسطينية لاجئة عام 1948 من بلدة مجدل عسقلان المحتلة، وتلقى تعليمه الأساسي في مدارس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”.
يشكل محمد السنوار أحد أبرز المرشحين لخلافة شقيقه في رئاسة حماس، وكذلك أبرز الشخصيات الموضوعة على قوائم الاغتيال الصهيونية، ما دفعه للعيش محاطًا بالكثير من السريّة، ولا يعرف الكثير من سكان القطاع ملامحه.
يعتبر كيان الاحتلال محمد السنوار، العقل المدبر لعدد كبير من الهجمات، خاصة العملية التي أدت لأسر الجندي جلعاد شاليط عام 2006، وذلك عقب استهداف موقع عسكري على الحدود الشرقية لمدينة رفح الفلسطينية، ما أدى إلى إتمام صفقة تبادل أسرى بين حماس والاحتلال والإفراج عن شقيقه يحيى.
يعد محمد السنوار من القادة الميدانيين المؤثرين في قطاع غزة، وشغل في الماضي منصب قائد لواء خان يونس التابع لكتائب “القسام”، ثم عضوًا بارزًا في هيئة الأركان، ويعد المسؤول عن جميع الأنشطة العملياتية لكتائب القسام، الجناح العسكري للحركة، ما يجعله أحد أبرز الأسماء في فصائل المقاومة بقطاع غزة.
ويعد محمد السنوار، مهندس أنفاق غزة، إذ اضطلع بتنفيذ أكبر المشروعات في القطاع لبناء شبكة الأنفاق تحت الأرض.
نجا محمد السنوار من 6 محاولات اغتيال، أُصيب خلال بعض منها، الأولى كانت عام 2003 بزرع عبوة ناسفة قرب منزله بمدينة خان يونس، فيما كانت المحاولة الأخيرة خلال حرب عام 2021.
اقتصر ظهور محمد السنوار عام 2022 عقب انتهاء حرب مايو 2021، وفي تسجيل نادر بثه الجناح المسلح لحركة حماس.