سيبقى الإسلام دينَ الإنسانية، دينَ حضارةٍ وتقدّمٍ ونهضة، وسيبقى القرآن الكريم ينبوع الحق المبين وقاعدةً ترتكز عليها كل العلوم والأخلاق القويمة، ولعلّ ما يأتي في فكر وعقل مفكر العرب علي الشرفاء الحمادي، يقود إلى غايةٍ أسمى وهي الحفاظ على أصل الدين وحماية الحق المبين والسير على المنهاج الإلهي المنصوص عليه في القرآن الكريم.
سلسلة “القيادة التاريخية”
لذا كان كتابه الذي حمل عنوان “الإسلام والتقدم.. الإنسان والشباب والمرأة” والذي يعد واحدًا من أهم كتب سلسلة “القيادة التاريخية”، كتابًا جاء بمثابة تأكيد وترسيخ لقيم سامية نصّ عليها الدين الإسلامي بوصفه منبع الأخلاق ومنار الفضيلة، دينًا حضاريًا أكرم الله به الإنسان، وقدّره حق قدره، دينًا نظّم حياة المجتمع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، دينًا وضع قواعد ربانية للعلوم والحضارة، دينًا صنع نهضة الإنسان وتقدمه.
دين الحضارة والعلم والنهضة
ويدًا علي الشرفاء الحمادي خلال كتابه يسوق القيمة ويرسّخ المبدأ ويؤكد على أن أي تقدم حضاري قائمٌ على أساس الدين والخلق الرفيع، مؤكدًا على أن الدين الإسلامي لا يتنافى كما يزعم البعض مع الحضارة والتقدم، بل إنه دين الحضارة والعلم والنهضة، تعاليمه هي قمة الحضارة والعلوم، ليس دينَ فئةٍ أو جماعة، بل إنه دينٌ للعالمين، للبشرية كلها، ورسالة سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) رسالةٌ للعالم أجمع، فقد أرسله الله سبحانه وتعالى هدايةً للناس أجمعين.
لن تغرينا مظاهر الحضارة
ومن هذا المنطلق يرى الحمادي أن انطلاقتنا البنّاءة، وتقدمنا الحضاري قائمان على أساسٍ من الدين والخُلق وتكوين الشخصية الإسلامية الأصيلة في جوهرها، وإننا في كل خطواتنا لن نحيد عن تراثنا الإسلامي، ولن تغرينا مظاهر الحضارة عن التمسك بقيمنا وأخلاقنا السمحة، ولن تبعدنا عن جذور الأرض التي نشأنا فيها ومنها، وفي كل انطلاقاتنا وتقدمنا نعتمد على الدين والعلم.
رفع مستوى معيشة المجتمع
كما أن المبادئ الإسلامية تطالب بالعمران والتقدم والعلم والازدهار، ورفع مستوى معيشة المجتمع، وتحثّ على تحقيقها، ونحن في دولتنا ملتزمون بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، ولا نحيد عنها قيد أنملة، ولا نتخلى عن تراثنا، وعاداتنا وتقاليدنا، وهكذا فنحن نأخذ من الحضارة الغربية ما هو خيرٌ لأمتنا، وننبذ ما هو شرٌّ لها، فديننا الإسلامي ينهانا عن كل ما يتنافى مع ديننا وتقاليدنا.
الإسلام والتنمية والنهضة
ويقول مفكر العرب في كتابه إنه لا يجب أن يتصور أي إنسانٍ على وجه الأرض أن الإسلام يتنافى مع متطلبات التنمية والنهضة، إذ أن قيم ديننا الحنيف تحث على المنفعة والتقدم والكرامة، وهو يدعو إلى تسخير كل الطاقات من أجل خدمة أمة الإسلام، ورفع مستوى معيشتها. فنحن هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة، كرّسنا كل شيءٍ وكل ثرواتنا في سبيل رفع مستوى المعيشة لأمتنا وتقدمها وازدهارها، ولو كنا شعرنا في لحظةٍ بأن ذلك الشيء يتعارض مع ديننا الحنيف، لما أقدمنا عليه، ولكننا على العكس من ذلك نعرف أن قيمنا الإسلامية تحثنا على أن نعمل كل ما في وسعنا من أجل تقدم مجتمعنا وأمتنا.
لن نغير تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا
ويستعرض الحمادي في فصول كتابه قائلاً: لقد حدث تقدمٌ كبير خلال السنوات القليلة الماضية، شمل جوانب متعددة، وكان هناك خوفٌ من أن يؤدي هذا التقدم إلى تغيير تراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، ولكن هذا لم يحدث لأن هذا التراث وهذه العادات وهذه التقاليد، مرتبطة بديننا الإسلامي. كما أن السرعة من طبيعة العصر، فقد أصبح الاتصال الآن بين العالم ميسورًا وسريعًا للغاية، خاصةً بعد التقدم المذهل في المواصلات، وكان لابد من أن نواكب هذا التطور، لأننا لسنا بمعزلٍ عن العالم، لقد أصبحت السرعة مفروضةً على الإنسان، أما سرعة التقدم فهي مطلوبةٌ وضرورية حتى نلحق بما فاتنا.
الدين ليس عقبة في طريق التقدم
ويختتم علي الشرفاء الحمادي مؤكدًا على أنه ليس صحيحًا أبدًا أن الدين يقف عقبة في طريق التقدم، بل إنه يدعو إلى التقدم، ويحث عليه، وينادي بالعدالة، والعدالة هي أساس كل تقدم، والله يأمرنا في كتابه العزيز بالعمل لأنه طريق التقدم. اللهم بلغت اللهم فاشهد.