لقاء علمي بين العلامة الددو ونخبة من المحامين الموريتانيين

نظمت جمعية المستقبل للدعوة والثقافة والتعليم ليلة الجمعة لقاء علميا ضم العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو ونخبة من المحامين الموريتانيين من بينهم عدد من النقباء السابقين، والمحامين المشهورين في البلاد.

وافتتح الملتقى العلمي الأول من نوعه بكلمة مع الأمين العام للجمعية الشيخ شيخنا ولد سيدي الحاج أوضح فيها أن الملتقى يشكل "مجلس علم، ولقاء درس، ومنتدى بحث، فيه يلتقي الفقهاء مع أهل القانون والمحاماة، تجتهد فيه العقول وتتزاحم لتصل بتوفيق الله تعالى إلى الصواب، وترتقي بالممارسة العملية في المجالين معا، ويستفيد كلٌّ منهما من الآخر".

وأضاف ولد سيدي الحاج أن الجمعية دأبت على تنظيم الملتقيات العلمية التي يشكل الملتقى الليلة "أحد نماذجها الراقية سعيا للإفادة والاستفادة من ذوي التخصص والخبرة في مختلف مجالات العلم وفروع المعرفة".وأكد ولد سيدي الحاج أن الملتقى ينعقد "لإتاحة الفرصة لحماة الحق ورجال القانون للحديث إلى فقهاء الشريعة ومناقشتهم ومحاورتهم فيما يعرض لهم من نوازل وإشكالات، فالعلم رحم بين أهله، وهي مناسبة لتلاقح الأفكار وتبادل الرأي فيما يهم المتصدين لهذا الشأن ليلتقوا ويناقشوا الرؤى والخلاصات، ويتبادلوا التجارب والمهارات، ويقيموا جسور التعاون والتلاقي ويطرحوا على بساط البحث آخر المستجدات، وفي ذلك إحياء لعرف علمي أصيل، وبناء لتجربة عملية جديرة بالاقتداء".

وشدد الأمين العام للجمعية على أن "العلاقة بين الفقيه والمحامي ينبغي أن تتوطد وتترسخ بحكم الحاجة الماسة لبعضهما تجاه بعض، وإفادة بعضهما لبعض مع ما يتميز به المجالان من نقاط التقاء تشمل نبل الأهداف، ودقة المآخذ، وانضباط القواعد والبحث عن الحقيقة والصواب، والتعاطي مع الوقائع المتغيرة، والأوضاع المتكاثرة، والارتباط الوثيق بحياة الناس، مما يشكل قواسم مشتركة بينهما".

ونبه الأمين العام لجمعية المستقبل إلى أن قيمة العدل في الدين الإسلامي الحنيف "تشكل منظومة حضارية شاملة ومتكاملة، تنتظم أبعادا تشريعية وأخلاقية وإنسانية، وترتبط بمبدإ الأمانة وأدائها، وتوزع وتنوع المسؤوليات وضبطها، فالكل راع ومسؤول عن رعيته، وهذه الأبعاد التشريعية والأخلاقية والإنسانية هي التي تمنح هذه القيم خصوصية وتفردا".

ونوه ولد سيدي الحاج بالدور البارز للعلماء والفقهاء والأساتذة والمحامين، وأشاد بمواقفهم الجليلة، وأدائهم الرائد، كل من موقعه، وفي ساحته، إحقاقا للحق، وإرساء للعدل، ومنعا للظلم، ووقوفا مع المظلومين، مضيفا أن التاريخ سجل لهم "محطات مضيئة، وتجارب منيفة، ترفع الرأس وتدعو للفخر".

وتولى إدارة الملتقى العلمي الذي حمل عنوان: "لقاء الفقه والحقوق" المحامي محمد المامي ولد مولاي اعل، حيث قدم ورقة تأطيرية تناولت موقع المحاماة ودورها في المنظومة القضائية، وختمها بأبرز الإشكالات المطروحة للمحامين.العلامة الشيخ محمد الحسن ولد الددو تناولت في مداخلته تاريخ المحاماة مذكرا بالمرافعة التي قدمها عيسى عليه السلام، ووردت في القرآن الكريم، مضيفا أن حكم المحاماة يعود لنية صاحبها كانت أداء لواجب كفائي وقد يتعين، وقد تصبح جهادا في سبيل الله تعالى.

وتحدث الشيخ عن علاقة المحامين مع موكليهم لافتا إلى أن العقد الذي يربط بينهما يمكن أن يكون عقد إجارة، ويمكن أن يكون جعلا، معتبرا أن الأفضل للمحامين في كثير من الحالات أن يكون إجارة، وفي بعض قد يكون الجعل أفضل.

كما تناول الشيخ إشكالات مختلفة تتعلق بالمحاماة، قبل أن يحيل الكلام إلى المحامين، حيث تدخل عدد من مستعرضا وقائع أو إشكالات مطروحة للمحامين في ميدان عملهم.

ومن أبزر المتدخلين خلال الملتقى العلمي الأمين العام لهيئة المحامين الكتاب المختار، والنقيب السابق أحمد ولد يوسف ولد الشيخ سيديا، والنقيب السابق إبراهيم ولد أبتي، إضافة للمحامين البارزين يرب ولد أحمد صالح، ومحمدن ولد اشدو، والنعمة ولد أحمد زيدان، ومحمد أحمد مسكه.

كما تدخل خلالها الزعيم ولد همد فال، ومحمد ولد عبيد، وبوميه ولد حمود، وسيدي ولد محمد فال، والشيخ ولد حمدي، وآخرين.