رسالة غير مشفرة لصاحب الفخامة- عبد الفتاح ولد اعبيدن

تعيش آدرار على وقع تأييد حذر لصاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى، فرجال الأعمال يتردد فى أوساطهم الحديث عن الحرمان من أغلب صفقات النظام،سواءً فى المأمورية الأولى أو الثانية لصاحب الفخامة، محمد ولد الشيخ الغزوانى،و بالنسبة للمجموعة الأسرية التى يحسب عليها البعض حكم البلد أكثر من 21 سنة و تتمتع بنفوذ قوي، اقتصاديا و اجتماعيا،على مستوى الولاية و ربما البلد عموما،تعمد النظام بتمثيلها على مستوى الحكومة بصورة متواضعة،يفهم منها بسهولة عدم الرغبة فى الدور الجاد لهذه المجموعة الوازنة،و بالنسبة لأطر الولاية على الصعيد الوطني لا يحظون بعشر ما تتمتع به الولايات المميزة،و مازالت الطرق على مستوى الولاية، رغم الوعود و التدشينات دون عناية مريحة.

فطريق شنقيط دشنت بمناسبة الذكرى 63 للاستقلال، و ذلك يوم 17 دجنمبر 2023، و من قبل الرئيس شخصيا، و مع حضور وزيره الأول الحالي، مخطار ولد انجاي،و دشن مرة أخرى انطلاقها فى أغسطس 2024،و ذلك بتمويل أكثر من 12 مليار أوقية قديمة،و مع ذلك سيحل صاحب الفخامة عبر رحلة جوية بشنقيط غدا، 13/12/2024، دون أن تحظى طريق شنقيط بتشييد ذى بال،رغم بعض التدعيم من جهة أطار، و ذلك قبيل انطلاق النسخة 13 من مدائن التراث.

و بدأ شباب الولاية يظهر بعض التبرم من نمط معاملة النظام القائم لولاية آدرار،و شخصيا لا أقلل من اهتمام النظام بالولاية و لا أقلل من إنجازاته لصالحها،و لا غرابة أن تميل الكفة بحكم مصالح انتخابية نفعية لجهات معينة،على حساب جهات أقل وزنا من الناحية الديمغرافية،لكن التهميش مع الإقالات التعسفية و الحرمان من المقاولات و الصفقات مع التمييز الفاحش لصالح البعض،دون مسوغ مقنع.

فكل ذلك طبعا لا يدعو للارتياح مطلقا،و مثل هذه الأوضاع تحتاج للمراجعة من أجل مزيد من الإنصاف و الشراكة اللائقة.

فالوطن خيراته المعنوية و المادية لا ينبغى أن تقتصر على ولاية الرئيس غزوانى و ما جاورها،على حساب آخرين، تركوا بصمتهم بامتياز، على ماضى الوطن و حاضره.

فالإنصاف الإنصاف، و لا ينبغى أن يكون نصيبنا الإقالة من الوظيفة و السجن،عندما نعبر عن آراء استعجالية.

فما عهدنا صاحب الفخامة، محمد ولد الشيخ الغزوانى إلا متشبثا بعروة الحلم و سعة الصدر و التهدئة السياسية،و ذلك ما عبر عنه عمليا فى نسخة شنقيط 2019،عندما صحب فى وفده أهم رموز المعارضة،احمد ولد داداه،حفظه الله.

و سأظل أذكر بمرارة  28/8/2024 ، يوم تلقيت ضربتين فى لحظة واحدة، الإيداع في السجن  و الإقالة، و كما تردد قناة الجزيرة فى شعارها الجميل، "استهداف الصحافة جريمة".

فلماذا يستسهل الإضرار بنا، و لماذا لا يسعى النظام لحلحلة الإشكالات و تجاوزها بطرق أخرى،و ليس من أخلاقيات و لا سلوكيات الأنظمة الديمقراطية الدفاع عن شخصية حكومية تزاول نشاطها رسميا،و ذلك على حساب صحفي،و كان الأجمل سعة الصدر و الابتعاد عن الإقالة التعسفية،و فى المقابل يعين مسؤولون أدانتهم جهات رقابية قضائية عارفة بمجالها!.

و أنا اعرف من أين جاءتني طعنة الغدر السامة المؤلمة،و لا أحملها مطلقا لصاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى و لا لوزير الوصاية حينها،الزميل الحسين ولد مدو،حفظه الله و وفقه(مكره أخاك فحسب)،لكن عفا الله عما سلف،إن تحقق الإنصاف و رد الاعتبار المرتقب.

عافانا الله و سائر ربوع الوطن.

و سيظل موقفي السياسي إيجابيا،من هذا النظام،بقيادة صاحب الفخامة،محمد ولد الشيخ الغزوانى،و ذلك لاعتبارين مركزيين.

أولهما ما يوفر هذا النظام القائم من استقرار سياسي،و ما استند إليه من شرعية، إبان الانتخابات الرئاسية.

فالرجل يحكم بموجب نتيجة قريبة من الشفافية،مهما ادعينا من نواقص ذلك الاقتراع،ثم إن البدائل المحتملة، إن ضعف نظام ولد غزوانى،غير مؤتمنة على اللحمة الوطنية،نظرا لتصاعد الطرح الشرائحي الضيق عند البعض.

و على ضوء هذه المعطيات الواضحة المفحمة،سأبقى متمسكا بموالاة نظام الرئيس غزوانى لحين انتهاء مأموريته الأخيرة هذه،و مع النصح و التوجيه، لتجاوز السلبيات و العثرات،و إن كان لكل تجربة بشرية طبعا،صواب و خطأ.

و أعود لأقول مرحبا بصاحب الفخامة فى شنقيط مع انطلاق النسخة 13 غدا يوم 13/12/2024 يوم الخميس،و كامل النجاح و التوفيق لمعالى الوزير الحسين ولد مدو وفريقه،من الإخوة و الزملاء، و المزيد من التألق لشنقيط مع هذه الجهود التنموية و الأنشطة الثقافية و الفنية الاحتفالية،و لكننا ننتظر أيضا المزيد من العناية و الإنصاف، للولاية عموما و شنقيط بوجه أخص ،عاصمة التراث و التأسيس،بل و كامل الإنصاف و الشراكة المتوازنة للوطن برمته، فالعدل أساس الملك...