حزب الصواب يفتتح مؤتمره الثالث بنواكشوط

 افتتح حزب الصواب مساء الجمعة مؤتمره الثالث في فندق آزوي بالعاصمة نواكشوط، وذلك بحضور عدد من قادة الأحزاب سياسية وضيوف من دول الجوار.

 

رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الأستاذ حمودي إبراهيم نبه في بداية كلمته إلى أن المؤتمر الثالث للحزب تأخر عن موعد انعقاده بفترة طويلة لأسباب عديدة ومتنوعة مرتبطة بحياة الحزب الداخلية وبأوضاع البلد خلال السنوات الماضية.

 

وأضاف أنهم بدأوا التحضير لهذا المؤتمر في العام2017 قبل أن يتفاجأوا بأحداث وطنية متلاحقة من أهمها خطوات النظام إلى تعديل الدستور، وما شمل من تهديد للمنظومة لنظامنا الديمقراطي ومبدأ التداول السلمي على السلطة.

 

وأكد ولد إبراهيم أن ذلك استدعى تشكيل "تحالف الثمانية"، وكان الحزب جزء منه "حين اشتبك مع السلطة، ونظم الاحتجاجات والمسيرات، ومختلف أدوات التعبير السلمي التي فرضت في النهاية على السلطة التراجع عن بعض تلك التعديلات".

 

 

وأردف ولد إبراهيم ضمن سرده لمبررات تأخير المؤتمر الثالث أنهم في السنة الموالية دخلوا في انتخابات 2018 النيابية والبلدية، "واتسمت لحزبنا بالاستثنائية من جهة الوضع العام وخصوصية التحالف الذي أقمناه مع الجناح السياسي الداعم للمرشح بيرام الداه اعبيد الممنوع من حقه الطبيعي في الانتظام في إطار سياسي خاص به، وهي نفس الظروف التي تواصلت مع العام الموالي في الانتخابات الرئاسية 2019".

 

وقال رئيس اللجنة التحضيرية إنهم في شهر أكتوبر 2020 أعادوا التحضير للمؤتمر من خلال حملة انتساب وطنية واسعة، تواصلت حتى مارس 2021 حين أوقفتها الموجة الأولى من وباء كوفيد، واستمر حتى سنة 2023 بما عرفته من انتخابات نيابية وبلدية مبكرة، قبل أن يستأنف الحزب حملة انتساب جديدة غطت كل ولايات ومقاطعات الوطن.

 

وأكد ولد إبراهيم أن حملة الانتساب أفرزت 350 مندوبا، "يأتون اليوم لحضور هذا المؤتمر معبرين عن انتشار وطني واسع تطلبت متابعته الكثير من الموارد والمجهودات البشرية في بيئة يسودها كثير من عدم الاستقرار وضغط العمل اليومي، وغياب المنتديات الملائمة للمناقشة والحوار الجاد".

 

 

وقال ولد إبراهيم إن الحزب لا ينكر أنه يفتقر إلى العدد الكافي من الأطر والكوادر المتفرغة للعمل السياسي، ولم تصمم لديه على نحو فعال خطط للتواصل مع جمهور تغلب عليه الرهبة من الدولة والإدارة في كل ما له علاقة بالتجنيد السياسي، إلى جانب ما يعانيه بعض مناضليه من تأثير رواسب أساليب العمل السياسي في العهود الاستثنائية ذات الطابع الخاص، مع الانعدام الكلي لأي وجه من أوجه الدعم المالي خارج الموارد الذاتية للحزب ومناضليه.

 

وتحدث ولد إبراهيم عن تمكن الحزب خلال حملة انتسابه الحالية من فتح 134 فرعا على عموم التراب الوطني، من موارد ذاتية، ومبلغ قدره أحد عشر مليون وخمسمائة ألف أوقية.

 

وأكد ولد إبراهيم للمنتسبين ومناضلي الحزب ضرورة أن يكون هذا المؤتمر "رافعة نضالية يحقق من خلال نتائجها حزبنا غايته الأساسية في تحقيق انطلاقة جدية تؤسس لبناء مشروع وطني يلتحم مع قضايا الجماهير ويرتكز على أسسه وثوابته الفكرية باعتباره جزء أصيلا من بناء التجربة الديمقراطية الوطنية".

 

وحضر افتتاح المؤتمر الثالث، نائب رئيس حزب الإنصاف الحاكم محمد يحي ولد حرمه، والزعيم الرئيس للمعارضة، ورئيس حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية "تواصل"، حمادي ولد سيدي المختار، والمرشح الرئاسي السابق بيرام الداه اعبيد، ورئيس حزب الاتحاد والتغيير الموريتاني "حاتم" النائب البرلماني صالح ولد حننا.

 

كما حضره وفد من الجزائر برئاسة رئيس حزب جبهة المستقبل ورئيس فريقها في الجمعية الوطنية الجزائرية فاتح بوطبيق، رفقة عضو المكتب الوطني للحزب الدكتور مفيد دحمان، ومن المغرب الأمين العام لحزب جبهة القوى الديمقراطية الدكتور المصطفى بنعلي، ومسؤول العلاقات الخارجية في حزب التقدم والاشتراكية الأستاذ سعيد البقالي.