يقصد بالإحصائيات العاكسة المقارنة بين بيانات الاستيراد (أو التصدير) لبلد ما (أ) وبيانات التصدير (أو الاستيراد) لدولة أخرى (ب) من سلعة معينة. وقد جرت العادة أن يلجأ الخبراء الاقتصاديون والاحصائيون لآلية الإحصائيات العاكسة من أجل:
اليوم تظهر إمكانية أخرى لاستخدام الإحصائيات العاكسة تتمثل في تقصي الفساد وكشف تهريب الأموال الى الخارج.
في السنة الماضية كشف تقرير صحفي مغربي أن موريتانيين اقتنوا عقارات في المغرب قدرت قيمتها ب 600 مليار أوقية (أكثر من مليار ونصف دولار). وفي هذا الأسبوع طالعتنا وسائل الاعلام بفتح الهيئة الوطنية للمعلومات المالية في المغرب تحقيق موسع حول ممتلكات أجانب في المملكة، تحديدا من المنتمين إلى دول إفريقيا جنوب الصحراء. يحصل هذا بعدما استشعرت مصالح اليقظة وتحليل البيانات التابعة لجهاز الرقابة المالية المذكور تنامي عمليات شراء أصول عقارية فاخرة بمواقع إستراتيجية مهمة في محور الرباط- الدار البيضاء، وقد ركزت هذا البحث الجاري على تحديد هوية الملاك غير المقيمين بصفة اعتيادية في المملكة.
السؤال المطروح: هل ستمسك هيئاتنا الرقابية رأس هذا الخيط وتحقق مع كل الموظفين الحكوميين الذين وردت أسماؤهم في هذا التحقيق؟ وهل ستستغل الإحصائيات العاكسة التي توفرها بعض الدول في رصد وتقصي الفساد والأعمال المشبوهة؟