قمة الاتحاد الأفريقي.. انتخابات حاسمة وتحديات إصلاحية

 تستعد العاصمة الإثيوبية أديس أبابا لاستضافة القمة الثامنة والثلاثين للاتحاد الأفريقي في منتصف فبراير، حيث سيتصدر انتخاب رئيس جديد لمفوضية الاتحاد جدول أعمال القادة الأفارقة.

يأتي هذا الحدث في ظل استمرار التحديات التي تواجه المنظمة القارية، والتي تتعلق بالإصلاحات المؤسسية وتعزيز التكامل بين الدول الأعضاء.

ويتنافس على رئاسة المفوضية ثلاثة مرشحين، من بينهم الرئيس الكيني السابق رايلا أودينغا، في سباق يعكس أهمية الدور الذي تضطلع به المفوضية في رسم سياسات الاتحاد الأفريقي.

وتعد هذه الانتخابات اختبارا مهما لمدى قدرة الدول الأعضاء على التوصل إلى توافق حول مسار الإصلاحات المطلوبة لتعزيز فعالية المنظمة.

ورغم الجهود المبذولة على مدى السنوات الماضية، لا تزال الإصلاحات داخل الاتحاد الأفريقي تواجه عقبات كبيرة، حيث لم تتمكن الدول الأعضاء من تحقيق توافق بشأن التغييرات الهيكلية والإدارية الضرورية.

ويعكس هذا التعثر صعوبة تحقيق التوازن بين الطموحات الإقليمية المتزايدة والواقع السياسي والاقتصادي المتباين في القارة.

وتواجه المنظمة تحديات كبيرة تتعلق بتفعيل التكامل الإقليمي وتحقيق الاستقلالية المالية، في وقت تتزايد فيه التوقعات بدور أكثر فاعلية للاتحاد الأفريقي على الساحة الدولية.

وتفرض الأزمات السياسية والأمنية في بعض الدول الأعضاء ضغطا إضافيا على قدرة المنظمة على تنفيذ قراراتها وتعزيز نفوذها.

ويؤكد متابعون أن نجاح الاتحاد الأفريقي في مواجهة هذه التحديات يتطلب التزاما جماعيا من الدول الأعضاء، مع ضرورة تبني سياسات أكثر جرأة لتفعيل آليات التعاون وتحقيق تكامل اقتصادي وسياسي يواكب تطلعات القارة.

وينظر إلى القيادة الجديدة للمفوضية على أنها عامل حاسم في توجيه المنظمة نحو مسار إصلاحي أكثر فاعلية.

ومع اقتراب موعد القمة، تتزايد الترقبات بشأن مخرجاتها وما إذا كانت ستضع أسسا جديدة لمعالجة القضايا المؤسسية العالقة، خاصة في ظل الدعوات المتكررة لتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية للاتحاد الأفريقي وتمكينه من لعب دور أكثر تأثيرا على المستويين القاري والدولي.