عاد الوزير الأول المختار ولد أجاي من زيارة " الغيبة " استمرت ثلاثة أيام إلى الإمارات العربية المتحدة، وأخذت الزيارة طابعا اقتصاديا محضا حيث رافق الوزير الأول فريق اقتصادي من حكومته ومستشاريه، وعدد كبير من رجال الأعمال الموريتانيين.
وتأتي هذه الزيارة في ظل معلومات متواترة عن سعي موريتاني إلى تفعيل علاقاتها الاقتصادية مع الإمارات، خصوصا أن الوعود الكبيرة التي أعلنتها أبو ظبي لصالح موريتانيا قبل 4 سنوات تقريبا لم تكتمل لحد الآن، كما أن الحضور الإماراتي في المنطقة بات أكثر عمقا وتأثيرا رغم أن موريتانيا تعتبر أحد أهم حلفاء الإمارات عربيا، لكنها ليست أكثر دول المنطقة استفادة من المال والمشاريع الإماراتية.
هل دفعت الإمارات ملياري ابن زايد
أعلن الرئيس الإماراتي محمد بن زايد توجيه ملياري دولار أي ما يناهز 750 مليار أوقية قديمة للاستثمار في موريتانيا، وبين الحين والآخر يعلن الطرفان عن استثمارات متعددة دون أن تصل إلى نصف أو على الأقل ثلث المبلغ المتحدث عنه.
ورغم أن مراقبين كثرا توقفوا عند الرقم " 2 مليار دولار" وقارنوه بما أشيع نهاية حكم الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز عن تهريب نفس المبلغ إلى الإمارات، فهل كان من الصدفة توافق نفس الرقمين، أم أن وراء الأكمة ما وراءها..
لماذا تباطأت الاستثمارات الإماراتية..
لم يكن المسار السياسي والاقتصادي للعلاقة بين موريتانيا والإمارات على نفس السرعة والتكامل، رغم حرص الرئيس الغزواني على أن يكون حاضرا دائما وبقوة في كل المناسبات الدولية والوطنية وحتى الشخصية في الإمارات، فإن حجم المتوقع ما زال دون الواقع، خصوصا في ظل تدفق المليارات الإماراتية إلى الجار الجنوبي السنغال حيث تصل استثمارات دبي أكثر من 3.1 مليار درهم إماراتي، فيما لا تزال الاستثمارات الإماراتية محصورة في قطاعات خيرية مما يدفع إلى الشك هل هي بالفعل استثمارات أم أموال عائدة..
هل تتذمر الإمارات من مواقف نواكشوط الدولية..
تدخل موريتانيا بشكل كبير ضمن دائرة الاهتمام الأمني الإماراتي التي تشمل بشكل كبير عموم شمال إفريقيا ومنطقة الساحل، ويبدو الاهتمام الأمني أكبر من الاهتمام الاقتصادي، رغم بعض الصعوبات التي يواجهها التكامل الموريتاني الإماراتي في المجال السياسي والأمني، حيث لا تتناغم مواقف البلدين فيما يتعلق بالخلاف الإماراتي الجزائري، كما أن نواكشوط أيضا بعيدة جدا من مواقف أبو ظبي تجاه القضية الفلسطينية.
وتؤكد مصادر متعددة أن حكومة أبو ظبي لا تخفي تذمرها تجاه المواقف العروبية المهمة التي يظهر بها الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني بين الحين والآخر.
ورغم ما تقدمه الإمارات من دعم نوعي لمؤتمرات وأنشطة مؤتمر السلم الذي يرأسه الشيخ الموريتاني عبد الله ولد بيه فإن قطاع الشؤون الإسلامية ظل خلال السنوات الخمس المنصرمة استثناء من كل البرامج التي ترعاها الإمارات في موريتانيا، وذلك بسبب تقييم سلبي من سفارتها في نواكشوط لعلاقتها مع الوزير السابق الداه ولد أعمر طالب.
وبين المواهب الإماراتية المحدودة محليا والتدفق الهائل إلى دول الجوار، تبدو العلاقة بين نواكشوط وأبو ظبي سياسية وإعلامية أكثر من كونها اقتصادية، فهل ينجح ولد اجاي في تحريك الفتور في مسار الدرهم الإماراتي إلى خزائن موريتانيا
نقلا عن موقع الفكر