غدا الأربعاء يوم الخامس من أكتوبر اليوم العامي للمعلم ، حيث سيتبادل زعماء البلدان والشعوب عبارات التقدير والاحترام الصادقة مع المعلمين ، حيث سيتذوقون فعاليات التخليد بطعم التبجيل وتحسين الأحوال .
وسيتذوقها المعلم الموريتاني ــ للأسف الشديد ــ بطعم الاحتجاج والامتعاض ، فبالأمس جمعنا لقاء مع وزير التهذيب الذي أبلغنا بخطته للعام الدراسي الجديد وأن مطالب المعلمين فى عاصمتنا الاقتصادية قد تمت تلبيتها ، وأخبرناه أنه تمت مغالطته كما يغالط اليوم كل قادة المسار.
وهاهو الرد يأتي قويا وسريعا بإعلان المدرسين فى نواذيبو مهلة أسبوعين كحد أقصى قبل الدخول فى الاضرابات المتلاحقة والاحتجاجات المتصاعدة فى السعي الواضح نحو الشروع في ما بات يعرف عند النقابة الوطنية للمعلمين بمفهوم " التكامل السوسيو نقابي " .
وإننا لنعلن أن الاضراب القادم من الشمال ، لن يكون نسيما باردا على عامنا الدراسي الجديد ، بل سيكون عاصفة تتناغم فيها اضرابات المعلمين فى كل ركن وزاوية من هذا الوطن ,
ومن هنا فإننا نطلق نداء صادقا إلى رئيس الجمهورية أن يتدخل الآن ، مستنهضين فيه بعد المسؤولية عن الشأن العام ، وانحيازه للطبقة الوسطى التي باتت تهدد بالاختفاء .
ثم إننا نلفت انتباهه الكريم ، وحسه الأمني الرفيع ، أن القطاعات المتلاعبة بمسارات احتجاج الموظفين ، بات من الواضح أن القائمين عليها لا يفكرون إلا بما يجنون للجيوب ، لا بما يجنونه على بلدهم ,
إن وقود الاحتجاجات لا يتطلب اليوم إلا شرارة ، فاقتطاعات الأجور ظلما ، والاستغناء عن العمال ، واستبدال الموظفين العموميين ، وإفراغ الكلمة العمومية من محتواها ، وعدم الوفاء بالالتزامات وعدم إتباع معايير للترقيات والتحويلات ... كلها أمور من بين أخرى جعلتنا نتمسك بخيار وشعار " الصحة والتعليم قضيتا مجتمع " ونحن الآن قاب قوسين أو أدنى من أن نطلق للبرامج الاحتجاجية عنان التنفيذ على المستوى الوطني .. فهل من مناص ؟
إن تغييب الإتحاد العام للنقابات المهنية فى موريتانيا عن الحوار، هو بالفعل ثمن لاستقلاليتنا النقابية ، وكنا أحرص النقابات فى هذا الاتحاد على الإدلاء بالرأي الوطني الذي يخدم التعليم والمعلمين ، وإننا سنتعاطى مع مخرجات الحوار الوطني وفقا لما تقتضيه رؤيتنا ، لأننا لسنا معنيين كما أوحت لنا أجندة الجهات المشرفة الموقرة بذلك .
إن العناية بالمعلمين وتبجيلهم والتحسين من أحوالهم ، ستظل مسارا فكريا لأدائنا النقابي .
وفى الأخير تحية تقدير للمعلين الصابرين فى كل ربوع الوطن ، وتحية قبول وسلام للإضراب القادم من الشمال ، ورجاؤنا أن تصحو الضمائر قبل أن تبلى السرائر... والله المستعان فى كل الأمور, نواكشوط 04 / 10 / 2016 المكتب التنفيذي للنقابة الوطنية للمعلمين