نظمت جمعية الشباب الخريجين من التخصصات البترولية، بالتعاون مع وزارة الطاقة والنفط، اليوم الثلاثاء بنواكشوط، النسخة الأولى من المنتدى السنوي للطاقة، تحت شعار” الموارد الغازية في موريتانيا: الفرص، التحديات والآفاق المستقبلية للشباب”.
وتضمن الحفل جلسات نقاش بين الشباب المشاركين والمهتمين بالمجال، وتوزيع شهادات على المتدربين في برنامج “100 من أجل 100 خريج”، الذي استهدف تكوين 100 شاب موريتاني في مجالات الهيدروكربونات وريادة الأعمال والسلامة الصناعية.
وفي كلمة له باسم وزير الطاقة والنفط، قال المكلف بمهمة في الوزارة السيد خرمبالي لحبيب، إن موريتانيا تقف اليوم على أعتاب تحولات كبرى في مجال الطاقة، معتمدة في ذلك على رؤية استراتيجية مبنية على الاستغلال الأمثل للمقدرات الهامة التي تزخر بها البلاد من الغاز الطبيعي وموارد الطاقة المتجددة الواعدة كالشمس والرياح، مشيرا إلى أن البلاد تمتاز بالمساحات الشاسعة ووفرة المياه، وإطلالتها على المحيط الأطلسي، وقربها من أسواق الطاقة الدولية، وما تنعم به من استقرار سياسي يؤهلها لأن تكون وجهة للاستثمار.
واستعرض التطور الذي شهدته البلاد على مستوى الغاز الطبيعي واكتشاف الآبار بالساحل الموريتاني، والتي يعد من أبرزها حقل “السلحفاة آحميم الكبير ” (GTA)، الذي بدأ الإنتاج فيه بالشراكة مع دولة السنغال ويُقدَّر مخزونه بـأكثر من 25 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي، كما تم اكتشاف أحد أكبر حقول الغاز بمنطقة غرب إفريقيا “حقل بير اللّ” الذي يقدر مخزونه بأكثر من 60 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.
أما بخصوص الهيدروجين الأخضر، أوضح المتحدث باسم معالي وزير الطاقة، أن موريتانيا تعتبر مرشحة بقوة لتكون مركزا عالميا لإنتاج الهيدروجين الأخضر، بالإضافة إلى مشاريع دولية ضخمة قيد الدراسة أو التطوير، أبرزها مشروع “نور وآمان” الذي يُتوقع أن يكون ضمن المشاريع الأكبر في إفريقيا.
ولفت إلى أن هذه الفرص لا يمكن أن تتحول إلى إنجازات ملموسة إلا بتضافر الجهود وتعبئة التمويلات الضخمة، والمشاركة الفاعلة للشباب والقطاع الخاص الوطني، عبر الابتكار، والريادة، وروح المبادرة واكتساب الخبرات.
وبدوره لفت عضو المكتب التنفيذي لاتحاد أرباب العمل الموريتانيين السيد سيدي محمد كاعم، إلى أن هذا المؤتمر الذي تنظمه هذه الجمعية الشبابية الجادة يعد نواة حقيقية لانطلاقة وطنية تسعى إلى تثبيت الكفاءات والخبرات الموريتانية في مواقعها اللائقة خصوصا في مجالات الصناعات الناشئة ضمن المنظومة الاقتصادية.
من جانبه أعرب رئيس جمعية الشباب الخريجين من التخصصات البترولية، السيد حم الشيخ، عن إيمانهم بهذا المنتدى معتبرا إياه بداية لمسار طويل يطمحون من خلاله إلى تعزيز مشاركة الشباب، خصوصا الكفاءات الوطنية المتخرجة من التخصصات الطاقوية، في رسم ملامح مستقبل هذا القطاع الحيوي وتوطين المعرفة وتطوير المحتوى المحلي بما يخدم الأهداف التنموية.
جرى الحفل بحضور المدير العام للشركة الموريتانية للمحروقات، وممثل عن الوكالة الوطنية للتشغيل، وعمدة بلدية تفرغ زينة.