السيد ولد الغيلاني يحذر ترامب من عواقب التدخل الأمريكي في إيران

حذر الرئيس السابق للمحكمة العليا في موريتانيا، والهيئة القضائية لاتحاد المغرب العربي السيد ولد الغيلاني، الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من أن "أي تدخل عسكري أمريكي مباشر أو غير مباشر إلى جانب إسرائيل ضد إيران، سيؤدي إلى شرخ عميق ودائم بين الولايات المتحدة الأمريكية والعالم العربي والإسلامي، الذي عصفت به عقود من الصراع والإحباط والتهميش والظلم".

وأضاف ولد الغيلاني في رسالة مفتوحة موجهة إلى ترامب، أن "دعم أو تشجيع العدوان على دولة ذات سيادة دون تفويض من الأمم المتحدة، يشكل انتهاكا خطرا لميثاق الأمم المتحدة. وهذا يعرض الولايات المتحدة لفقدان شرعيتها الأخلاقية والقانونية على الصعيدين المحلي والدولي".

وأوضح أن "الدعم اللا مشروط لإسرائيل في وجه الشعوب التي تشعر بالقمع والإذلال يولد الاستياء، ويغذي التطرف، ويدمر جسور الحوار".

وأكد ولد الغيلاني أن الولايات المتحدة الأمريكية "تدَّعي أنها قائمة على الحرية والقانون والعدالة، لكن الانحياز إلى كيان يغتصب وينهب الأراضي الفلسطينية، ويرتكب مجازر بحق السكان المدنيين المسالمين، متحديا قرارات الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المتخصصة، ينتهك القانون، ويشوه هذه الصورة، ويعزل الولايات المتحدة عن شعوب الجنوب العالمي، والمدافعين عن حقوق الإنسان، وحتى عن حلفائها الغربيين".

وأبرز أن "أي صراع مسلح مع إيران سيزعزع استقرار الشرق الأوسط بأكمله، ويعطل الأسواق العالمية، ويهدد بإشعال فتيل حرب ذات عواقب لا تُحصى على الأمن الإقليمي والدولي".

وخاطب ولد الغيلاني ترامب قائلا: "إن دعمكم الثابت لدولة إسرائيل الصهيونية، وعدم إدانتكم لمجازرها البشعة في غزة وسائر فلسطين، وعدوانها الغادر على دولة ذات سيادة، جمهورية إيران الإسلامية، يثير مشاعر عميقة وغضبا لا يوصف في الدول العربية والإسلامية، بل وفي أرجاء العالم، وبين الدول الحرة والكريمة".

وقال ولد الغيلاني في رسالته المفتوحة إن "عظمة أي دولة لا تقاس بقوتها العسكرية، بل بقدرتها على فرض السلام من خلال الحوار والعدالة واحترام سيادة القانون وحقوق الشعوب".

وأضاف أن التاريخ "سيحكم على من يفضلون الحرب على السلام، والهيمنة على التوازن، والكراهية على التعاون"، معبرا عن أمله في أن يصغي الرئيس الأمريكي "إلى هذه الدعوة للتبصر وضبط النفس، والمسؤولية أمام التاريخ والأجيال القادمة، وخاصة تجاه من انتخبوه بناء على شعار: أمريكا أولا!".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قد حدد مهلة أسبوعين كحد أقصى لإيران "لتفادي توجيه ضربات عسكرية مباشرة" من الولايات المتحدة الأمريكية.

ويأتي تحديد ترامب لهذه المهلة في ظل عدوان إسرائيلي مستمر على إيران، دخل السبت يومه التاسع، وسط تحذيرات  إقليمية ودولية من تداعياته على كامل منطقة الشرق الأوسط.