في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها رئيس حزب الإنصاف، السيد سيد أحمد ولد محمد، إلى جمهورية الصين الشعبية بدعوة من الحزب الشيوعي الصيني، شهد اليوم الأول من الزيارة برنامجًا حافلًا بالأنشطة واللقاءات الهامة، بدأت بحضور عرضين أحدهما تقديمي والآخر متخصص، قبل أن يعقد رئيس الحزب والوفد المرافق له لقاءً رسميًا مع مساعد وزير دائرة العلاقات الخارجية للجنة المركزية للحزب الحاكم في الصين لبحث آفاق التعاون الحزبي والسياسي بين الطرفين.
وتُعد العلاقات بين موريتانيا وجمهورية الصين الشعبية نموذجا مميزا للتعاون الثنائي القائم على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة. فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين في 1965، شهدت هذه الروابط تطورا تدريجيا ومستمرا شمل مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والتنموية، وهو ما يعكس متانة هذه العلاقة وعمقها الاستراتيجي.
تنطلق العلاقات الموريتانية الصينية من توافق واضح في المبادئ التي تحكم السياسة الخارجية للبلدين، وعلى رأسها احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية. وتحرص نواكشوط وبكين على تنسيق مواقفهما في المحافل الدولية، خصوصًا في قضايا العالم النامي، وحقوق الدول في التنمية، ومكافحة الفقر.
ويتبادل كبار المسؤولين من الجانبين الزيارات بشكل مستمر، وهو ما أسهم في تعميق هذا التفاهم السياسي وتوسيع أفق التعاون الاقتصادي.
وتعد الصين اليوم من أكبر الشركاء التجاريين لموريتانيا، حيث تسجل المبادلات التجارية بين البلدين نموًا ملحوظًا سنويًا. وتستثمر الصين بكثافة في البنية التحتية والطاقة والمعادن والصيد البحري.
ومن أبرز نماذج الإنجازات الصينية في موريتانيا ميناء الصداقة (ميناء نواكشوط المستقل)، دار الشباب القديمة، جسر الصداقة، مستشفى الصداقة، مشروع بناء ميناء الصيد التقليدي في نواكشوط.
وتعمل شركات صينية تعمل في التنقيب واستغلال خامات الحديد والنحاس والذهب، ما يعزز من مكانة موريتانيا كمصدر للثروات الطبيعية.
وفي مجال دعم البنية التعليمية والتكوين، تقدم الصين منحا دراسية سنوية لعشرات الطلاب الموريتانيين في مجالات متنوعة، إلى جانب دعم مراكز التكوين المهني والتقني.
وكانت موريتانيا قد انضمت إلى مبادرة “الحزام والطريق” التي أطلقتها الصين، والتي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري والبنية التحتية بين آسيا وأفريقيا وأوروبا.
ويسمح انضمام موريتانيا بأن تكون جزءًا من شبكة واسعة من المشاريع التنموية التي تمولها الصين في القارة الأفريقية.
وتدل شراكة موريتانيا مع الصين على أن التعاون جنوب-جنوب يمكن أن يُثمر نماذج تنموية ناجحة تخدم الطرفين. فالصين، عبر استثماراتها ومشاريعها، لا تفرض شروطا سياسية، بل تركز على البناء العملي والتنمية، وهو ما ينسجم مع التطلعات الموريتانية لمستقبل يقوم على الاستقرار والنمو الاقتصادي.
ومع التحديات التي يواجهها العالم اليوم، تبقى العلاقات الموريتانية-الصينية مثالًا حيًا على أن التكامل والشراكة يمكن أن يحققا تقدما مشتركا خارج الأطر التقليدية للتبعية والارتهان.
وتهدف زيارة رئيس حزب الانصاف الحاكم، السيد سيد أحمد ولد محمد، لبكين اليوم إلى تعزيز الشراكة متعددة الأبعاد بين موريتانيا والصين.
وكالة الوئام الوطني للأنباء