قبل أيام من الانتخابات الداخلية لليمين المعتدل لاختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية الفرنسية للسنة المقبلة التي يتنافس فيها ساركوزي، كشف الفرنسي من أصل لبناني زياد تقي الدين عن قنبلة سياسية باعترافه أنه حمل حقائب مالية الى الرئيس السابق ساركوزي بقيمة خمسة ملايين يورو.
وفي شريط مصور بثته الجريدة ميديابار في موقعها في شبكت الإنترنت اليوم الثاثلاء، قال زياد تقي الدين وهو رجل أعمال معروف في أوساط المال والأعمال في باريس أنه ما بين سنتي 2005 و2006 سلم الى كلود جيان مدير ديوان ساركوزي عندما كان وزيرا للداخلية حقيبتين بأموال معمر القذافي لتمويل حملة ساركوزي الرئاسية.
وتابع في قنبلة سياسية وإعلامية أنه سلم لساركوزي شخصيا في منزل خاص سنة 2006 حقيبة بها أموال القذافي، ليكون المبلغ الكامل خمسة ملايين يورو خصصت لحملة ساركوزي.
وكان زياد تقي الدين هو الذي نظم زيارات متعددة لساركوزي ومجموعته الى ليبيا وأشرف على صفقات أسلحة وخاصة مكافحة الشغب وأسلحة أخرى انطلاقا من وزارة الداخلية الفرنسية.
وأكد في تصريحاته أنه مستعد للكشف عن كل الحقائق أمام القضاء للتنديد بوجود مافيا وسط الدولة الفرنسية، وقال أنه سيكشف عن كل شيء منذ بداية التسعينات حتى الآن.
وهذه هي المرة الأولى التي يؤكد فيها رجل أعمال فرنسي اتهامات تلقي ساركوزي أموالا من القذافي لتمويل حملته الرئاسية لسنة 2007. وكانت الاتهامات صادرة في الماضي عن مسؤولين ليبيين سابقين منهم عبد الله السنوسي مدير المخابرات العسكرية ومسؤول آخر من البروتوكلو، حيث اعترفا بدفع خمسين مليون يورو لساركوزي.
وتضع هذه الأخبار اليمين الفرنسي في موقف مخجل للغاية، فهو يساند سياسيا، توصل بالأموال من رئيس دولة وقام لاحقا باغتياله. كما أن هذه التسريبات تطرح إشكالا أخلاقيا على الناخب الفرنسي الذي قد يصوت على ساركوزي مستقبلا لرئاسة فرنسا.
وبدون شك، ستشكل هذه الأخبار نهاية مشوار ساركووزي السياسي والملف الذي قد يرسله الى السجن.