إذاعة صحراميديا وجه الحقيقة ما عليه نقاب

كتب الزميل محمد ولد زين المقيم حاليا في الإمارات العربية المتحدة والصحفي السابق في إذاعة صحراميديا الذي يظهر إلى جانبي في أستديو الإذاعة الفريدة أثناء تقديمنا للبرنامج الإخباري اليومي "موريتانيا اليوم" التدونة التالية على صفحته بمناسبة توقف البث الإذاعي لهذه المؤسسة الإذاعية التي فرضت نفسها بقوة.

وهذا نص التدونة :

عندما نحاول الكتابة عن العريقة صحراء ميديا عموما، وإذاعة "صحراء FM"، فعلينا معاقرة الحرف علّنا نوفق في إسماع صوت أريد له أن يختفي ولو بعد حين.

فـ"صحراء ميديا" لم تشفع لها العراقة وخبرة السنين في مجال العمل التلفزيوني، وحرمتها "الهابا" في البدء ترخيصاً تلفزيونياً كانت ترى أنها أحق به، وتم منحها أو معاقبتها على الأصح بترخيص إذاعة فرضيت إدارتها بـ"النصيب"، ويممت وجهها شطر تأسيس إذاعة طالما كرّر رئيسها التنفيذي الإعلامي عبدالله محمدي، أنه لن يتسرع في إطلاقها لأنه يريد إذاعة "محترمة"، فكان له ما أراد، برأي أهل الميدان.

 

ما لا يعلمه كثيرون أن مضايقات الإذاعة بدأت من أسبوعها الأول، وتواصلت في مراحل شتى وتحت ذرائع مختلفة، لكن القائمين عليها تجمّلوا بصبر أيوب، إيمانا منهم بأن للنجاح ـ حتى ولو كان متوقعا ـ "ضريبة" ويجوز "الجمع"!

 

اليوم يتوقف بث صحراء ميديا، لأنها لا تملك مقومات البقاء (فهي تصرف مرتبات موظفيها بانتظام "من غير منٍّ ولا أذى"، ولديهم عقود عمل، وتأمين صحي)، وتملك مقرّا متكاملا صمم وفق أرقى المعايير.

 

ورغم أن خبر الإغلاق محزن بالنسبة لي شخصيا، وأنا الذي خَبِرت هذه المؤسسة وأعرف طموحات أصحابها، إلا أنني واثق من أن صحراء ميديا ستبقى صرحاً إعلامياً شامخاً، حتى ولو تم "إسكات" أثير إذاعة مثّلت "صوت الحق في زمن النفاق".