أسابيع قلائل وأيام معدودة ستفرز نتائج مسابقة المحاماة كشفا للستار عن فحوي الإقصاء والتهميش ضد الأخت والأم الحرطانية الموروث من فقه المتون وغسيل الاجتهاد وسذاجة الفقهاء وجهابذة الدين وكهنة التصوف وقساوسة الزهد وحبات التدين من عبدة وحي الكتب الصفراء التي لا تري بحق للحرطانية في الحياة والعيش الكريم افتراء علي الدين الإسلامي الحنيف سعيا إلي تنفير الضعفاء والمحرمون من سماحة الدين وعدالته بين مكونات الشرائح الاجتماعية إذ لا عبرة باللون والجنس والقبيلة وإنما بالتقوى والعلم والمعرفة وهي حقوق إلهية حرمت منها الحرطانية عبر نوازل التاريخ في فقه النخاسة حتى يومنا هذا، حسب ما جراء به العرف في المؤسسة الدينية القائمة بفضل نفوذ رجال الأديبة وأخدان الحاكم وشيطنة شيوخ القبائل وميـوعة نفوذ الدولة.
إن العقلانية الجمعوية التي ظلت جازمة في المجتمع الموريتاني والمحروسة بأفيونية التدين الطبقي والعرقي وأرهبة ماهية الوحي المنزل علي خير البشرية وإلصاق التهمة به من لدن المشرع من حيث إقصاء الحرطانيات وحرمانهم من تقلد منصب المحاماة والقضاة برعاية ومباركة فتاوى مفتي الديار وتأويل مقاصد النواميس السماوية اللاهية التي دنست بأنها هي التي أرادت لهم الدونية والقهر والاغتصاب وامتهان حلب والصر حسب زعم أفقهة التدين في البلاد السائبة وفلول أحفاد الملثمين أعداء الإنسانية وبطارقة سماحة الدين وعدل محكم التنزيل في حين سمح فتاويهم للبربريات والزنجيات بتقلد مهنة المحاماة والقضاء وحرمان "الغـيد" الحرطانيات من كل المسابقات منذ نشأة دولة ذات المكونة الثنائية والحكم التماثلي الإقطاعي وان تعددت اوجه الأجيال واختلفت العقليات وتغايرت ملكيات السلطات ستظل النظرة الإقصائية والتزلفية اتجاه حقوق الحرطانية واحدة.
إن الطوباوية الفكرية ألاثني التي ما زالت جازمة في الطرح الأديـوقبلي والشيفون الفقهي البائدة المشربة بالأصول الفقهية العنصرية والاجتهادات الراديكالية والإجماع الماسون حول إقصاء كل حرطانية تجاوزت طابور الجهل وكسرت جسر الدونية وحضيض الاغتصاب وبراثين الاستعباد مهما كانت فتوتها وجدارتها وأهليتها لان الجلاد هو الممتحن والمصحح وهو المقابل والحكم والمشرف وان تعددت الأدوار يظل الخصم سيد الاستعباد بالأمس بالولاء و باللإء والمتحكم في هذه العتبات التي اجتازتها الأخت والأم الحرطانية بكل جدارة والتي كفرت بعقليات المجتمع وحفظت شرفها من الأفعال البربرية الوحشية الفتاكة بشرف كل الحرطانيات، فقد مفتي الديار الدين الإسلام بفتاوى رجعية قذرة مبنية علي المحسوبية واللون كما جاء في قصة آلافك من فقه النخاسة وعضدها محكم التنزيل المنكس شرعا من الكتب الصفراء ، هيهات ، هيهات بحق القرآن العظيم انه افتري علي الله وغي وعبث بفحوى رسالة المصطفي عليه الصلاة والسلام الطاهرة النقية.
لعمرك يا أخت أين المفر لجنسك من البشر يا فريسة الاغتصاب والاستعباد فأين سٌبُل النجاة من الإقصاء في مسابقة المحاماة والقضاة مطرقتها الجلاد ومحاميها السيد الاغتصاب وقاضيها هادم الشرف ومفتيها رب العبودية ورئيسها مميع الجرائم وسندانها فقه الأصول من الكتب الصفراء ووحيها محكم التزييف في كتب خليل والحطاب وابن عاشر و الجندي السالك.
والتعلمي يا أخت الدين والشرف أن الدين الإسلام لم يحرمك ولم يقصيك فقد جاء من اجل إنقاذ مثيلاتك من جحيم إشباع الذات وحوش وأناس مردو سفاحة ألأديان وغيثان أنذال بشرية شبيهة اليوم بأخلاق وعادات مجتمعك وما الفارق بينهم إلا العامل الزمني وقداسة الدين الذي فسروه تلبية لغريزة جنسية واعتنقوه رعاية لمصلحة عرقية فقد اخذوا من الدين الإسلام الحنيف ما تأخذ الصخرة الصماء من الماء المسكوب فهم مجتمع أسلموي بالفطرة والانا في ثوب حداثة جاهلية من حيث الإفتاء.
الأستاذ: محمد رازكه