قال لاورنس كورب، كبير مُستشاري مركز معلومات الدفاع بأمريكا، إن الرئيس العراقي الرّاحل صدّام حسين لم يكن يشكّل خطرا حقيقيا كما تمّ الادّعاء آنذاك.
حديثُ الخبير كورب جاء في سياق جلسة نقاشٍ حول موضوع "العالم تحت سطوة الإرهاب: استحداث استخبارات ونموذج دفاعٍ جديدين"، ضمن فعاليات اليوم الأخير من منتدى "ميدايز" في طنجة، إذ دعا إلى ضرورة الاهتمام بالجوانب الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الدّول الفقيرة من أجل تجفيف منابع الإرهاب، وزاد متسائلا: "لا أدري إن كان ترامب يفهم هذا؟"، مستدلّا بخطاب الأخير الذي قال من خلاله إنه سيضرب "داعش" بكلّ قوة.
وأضاف كورب: "الآلاف مستعدّون الآن للالتحاق بأي جماعية متطرّفة بسبب الفقر والقلق الاجتماعي، وهي القضايا التي ينبغي معالجتها فعلا .. لقد تم قتل حوالي 50 ألف مساندا لداعش منذ بدء الحرب، لكن الإرهاب لازال مستمرّا".
امتزاج الجانب الإنساني بالمخاطر الإرهابية القائمة مع تدفّق اللاجئين والمهاجرين إلى تركيا كان نقطة تركيز المتحدّث التّركي سوات كيني كليوغلو، المدير التنفيذي لمركز الدراسات الإستراتيجية التركي، الذي أشار إلى أن "احتضان 3 ملايين لاجئ سوري واجب إنساني لا محالة".
وزاد مستدركا: "لكن في الوقت ذاته هناك مجموعة مخاطر كما رأينا السنة الماضية، إذ كانت هناك تفجيرات في أنقرة ومناطق أخرى. وهناك مجموعات تألفت محليا وأيضا بعض الوافدين من الخارج الذين يمكنهم القيام باعتداءات كما حدث في مطار إسطنبول، وبالتالي فالتهديدات تأتي مباشرة من الأزمة السورية".
وأضاف كليوغلو أن الموقع الجغرافي "المعقّد" لتركيا ساهم أيضا في زيادة المخاطر الإرهابية، بسبب مُجاوَرتها للبحر الأسود، ومنطقة القوقاز، كما تستعمل كمعبر للمرور إلى مناطق أخرى.
واعتبر المتحدّث ذاته أن انتخاب ترامب سيفسح المجال أمام تقدم قوى اليمين المتطرف والزعماء السلطويين "الذين سيستعملون وسائل ديمقراطية وحتى غير ديمقراطية من أجل الوصول إلى السلطة، وبالتالي سنعيش تداعيات خطيرة لهذا الوضع"، حسب تعبيره.
"التحدّي الأكبر في مواجهة الإرهاب هو التفريق بين المتعاطفين وبين من يمارسون العنف فعلا، وبين المواطنين ككل، وبين المتدين والمعتدل أيضا؛ على أن نكون حازمين ولا نتسامح بالمرة على من يعنف ويستعمل الدين"، يضيف الخبير التركي.
من الجانب الاستخباراتي، رأى الأكاديمي الهولندي برام بوكسهورن، رئيس الجمعية الهولندية الأطلسية، في مداخلة له، أن تأسيسَ أوروبا لمركز استخبارات مركزي على غرار وكالة الاستخبارات الأمريكية CIA ليس أمرا ممكنا، نظرا لوجود 28 بلدا مستقلاّ في الاتحاد الأوروبي بأنظمة مستقلة، وزاد: "قد ينجح التعاون والتنسيق وتقوية العلاقات؛ أمّا تأسيس هيئة استخباراتية مندمجة فهذا صعبٌ جدّا".
وأضاف المتحدّث ذاته أن "خروج بريطانيا أيضا يزيد من صعوبة تنفيذ الفكرة بشكل كبير، باعتبارها تمنح عددا هائلا من المعلومات الاستخباراتية، كبلد "منتجٍ للاستقرار"، أمام وجود عددٍ من الدّول لا تقوم سوى باستهلاكه"، حسب تعبيره.