طبع تعاطي موريتانيا مع استضافة القمة العربية المرتقبة تكتم شديد على المستوى الرسمي؛ حيث تحاشت الحكومة حتى الآن إصدار أي توضيح بشأن قبول الاستضافة، فيما صدر التصريح الرسمي الوحيد عن ممثل موريتانيا لدى الجامعة العربية ودادي ولد سيدي هيبة.
حديث ولد سيدي هيبة نهاية الأسبوع الذي أكد فيه قبول موريتانيا مبدئيا لاستضافة القمة جاء ضمن مقابلة مع وسيلة إعلام خارجية هي BBC، فيما لم تصدر وزارة الخارجية الموريتانية أي توضيح، كما لم يتطرق الإعلام الرسمي إلى استضافة موريتانيا للقمة؛ هذا بالرغم من أن ولد سيدي هيبة أشار إلى أن الرد النهائي سيتم في غضون يومين.
حالة التكتم الرسمي الموريتاني على استضافة القمة جعل تصريحات مسؤولي الجامعة العربية ووزراء خارجية بعض الدول العربية مصدرا للمعلومات المتعلقة بالطلب الموريتاني لاستضافة القمة واشتراط تأجيلها إلى منتصف العام.
فقد جاء تأكيد استضافة موريتانيا للقمة على لسان وزير الخارجية المصري سامح شكري، كما أكد الأمين العام للجامعة العربي نبيل العربي أن موريتانيا بعثت بمذكرة رسمية تعلن فيها استعدادها لاستضافة القمة، وأكد أن المذكرة الرسمية طلبت فيها موريتانيا تأجيل القمة إلى شهر يوليو المقبل.
وجاء الحديث عن استضافة موريتانيا للقمة العربية في دورتها الـ 27 بعد اعتذار المغرب عن استضافتها على إثر ما قال إنها مشاورات أجراها مع بعض الدول العربية، ونظرا للظروف التي تشهدها المنطقة العربية.
ما وصف بأنه مخاوف لدى الدبلوماسية المغربية إزاء حالة الانقسام في الصف العربي من فشل القمة التي كان مقررا أن تقام في مدينة مراكش، سيكون ماثلا كتحد كبير يواجه موريتانيا وهي تستقبل القمة؛ ليطرح تساؤلات عديدة أمام قدرة موريتانيا على التعاطي مع الواقع العربي الراهن بتناقضاته الكبيرة، ومدى قدرتها على إقناع القادة العرب للحضور إلى نواكشوط.
وهي تساؤلات تنضاف إلى التساؤل عن مدى توفر موريتانيا على الإمكانيات اللوجستية لتنظيم القمة في نواكشوط، خصوصا في ظل عدم اتساع مطار نواكشوط لاستقبال طائرات الوفود العربية.
تاريخ موريتانيا مع جامعة الدول العربية ظل يسجل عرقلة الانضمام قرابة العقد ونصف العقد بعد استقلال موريتانيا إثر الموقف المغربي الذي استطاع استمالة العديد من الدول العربية إلى مساندته في أحقيته بموريتانيا كجزء من أراضيه، ما جعل انضمام موريتانيا لجامعة الدول العربية يتأخر إلى غاية 26 نوفمبر سنة 1973.