يعيش تيودورين أوبيانغ؛ نجل رئيس جمهورية غينيا الإستوائية، تيودورو أوبيانغ نغويما، منذ عشر سنوات داخل قصر من 101 غرفة على شارع "فورش" بالعاصمة الفرنسية باريس.. حيث تتدفق المياه من حنفيات من ذهب، وحيث يخصص جناح في الطابق الأرضي موقفا لأغلى أنواع السيارات الفارهة في العالم.
هذا الرجل البالغ من العمر 47 عاما؛ وهو الإبن الأكبر لرئيس غينيا الاستوائية (في السلطة منذ سنة 1979، وأعيد انتخابه في إبريل الماضي بنسبة 93,7% من أصوات الناخبين في بلاده، حسب النتائج الرسمية؛ يحاكم اعتبارا من هذا اليوم (الاثنين) أمام محكمة باريس التأديبية بتهمة "تبييض رشاوى، واختلاس أموال عمومية، وسوء استغلال المال العام، وخيانة الثقة"، حسب لائحة الاتهام الصادرة عن الادعاء العام الفرنسي .
وبما أن المتهم موجود خارج الأراضي الفرنسية؛ إذ يقيم حاليا في مالابو (عاصمة بلاده)، فقد تقرر أن يمثله محاميه الفرنسي، إيمانويل مارسينيي في جلسة المحكمة.
وتكتسي محاكمة نجل رئيس غينيا الاستوائية أهمية بالغة داخل أوساط الهيئات والمنظمات المناهضة للفساد والحاملة لواء الشفافية في تسيير المال العام؛ خاصة وأنها أول محاكمة لشخصية من دائرة صنع القرار بدولة ذات سيادة وما يزال والده في السلطة؛ بعد عامين بالضبط على رفع منظمتي "شاربا" و "ترانسبارانسي الدولية"، حملة المطالبة برفع دعاوى قضائية بحق كل المتورطين في تهم الفساد عموما، والكسب غير المشروع"؛ بينما يلقي هذا الحدث بظلال كثيفة من التوتر على العلاقات بين باريس ومالابو.