الجمعية الوطنية .. وبيان الحكومة .. والأداء العبثي الكاريثي

توصف الجمعية الوطنية عادة بأنها غرفة تسجيل تأخذ ولا تعطي وتجيز كل ما يقدم إليها من نصوص .. فخلال مأموريتهم لم يحاول معظم نواب الجمعية وهم دائما من الأغلبية تجسيد مبدأ فصل السلطات ولم يتقدموا باي نص قانوني ولم يقتنع معظمهم بأنهم سلطة تشريعية .. ظلوا يتصورون أنفسهم مجرد أعوان للسلطة التنفيذية ساعين إلى رضاها متذمرين من تعاطي أعضائها مع طلباتهم ونزواتهم التي قلما تتسم بالنفع العام.

فى الأسبوع المنصرم وتحت سقف الجمعية الوطنية وبمناسبة تقديم الوزير الأول يحي ولد حدمين لحصيلة حكومته تهاوت أرقام قياسية عديدة ، فدولته اعتبر كل شيء انجازا وتحدث عن انجازات لم ترى النور بعد وعن أخرى من نسج الخيال .. ونوابنا الأشاوس بدل الرقابة والمحاسبة والتدقيق والتصويب حطموا كل الأرقام القياسية فى التصفيق والتطبيل واتخذ ذلك أحيانا طابعا مسرحيا هزليا على شكل قصة خيالية بطلها طالب فى الطب يعود من بلد مجاور لمزاولة دراسته فى كلية طبنا التي ما تزال تحت تصنيف كليات الطب فى المنطقة.

وبما ان التصفيق ليس كالدعاء الذي إذا عم نفع فهو إذا عم اضر وافسد وقد عم مع الأسف وصفق النواب للحكومة ولحزب الحاكم وأفردوا وزراء حاضرين بجرعات محاباة زبونية خاصة مبرراتها لا يعلمها إلا لله .. ولم يدري السادة النواب أنهم بهذا النهج المقيت يقضون على مصداقيتهم إن كانت موجودة وعلى ما تبقى من مظاهر الديمقراطية الشكلية ، ويقضون على انفسهم بانفسهم ، ويحلون غرفتهم قبل أن تطالها يد السلطة التنفيذية التي ستطالها لا محالة.

لقد اخفق نواب الأغلبية ومن على شاكلتهم اخفاقا لم يسبق له مثيل وألزموا أنفسهم بما لا يلزم ولا يفهم مرد ذلك فى زمن مفصلي كهذا .. فهل توزيع القطع الأرضية فتق عبقرياتهم الديماغوجية أم هي زبونية من أجل منافع يعولون عليها على المدى القريب لا يعرف عنها منتخبوهم الكثير أم هي رغبة فى الاستمرار وسعي لإعادة الترشيح رغم انهم اداروا ظهورهم للشعب الذي هو البداية وهو النهاية.

وإنصافا نقول إن مجموعة قليلة من النواب من الله عليها بان تكون من الفئة الناجية من فتنة التملق والمحاباة وقد وفقت فى ملامسة الأمور الجوهرية وكان صوتها رغم قلة عددها مسموعا ومؤثرا.

الطريف أنه في هذا البازار الخطابي الديماغوجي طرح احدهم وكان شابا يافعا سؤالا مباشرا على دولة الوزير الأول "هل سنلتقى مرة أخرى .. هل هذا هو اللقاء الأحير".

وهذا السؤال الذي ورد في غير موضعه عادة ما يطرحه المتصوفة بصمت على أنفسهم عند كل صلاة هل ستكون الأخيرة .. هل سيكون آخر وقوف تعبدي بين يدي رب العالمين ويعتبرون التفكير في أنها قد تكون النهاية بداية مشوار الخشوع وتناسي ترهات الحياة.

أما سؤال نائبنا المُوقر أو "لمْوقر" بقراءة المنصة فهو فى إطار آخر والأعمال بالنيات وكل إلى ماهجر إليه وكل شيء إلى زوال عاجلا أو آجلا.

نقلا عن صفة المدون عبد الله محمدو على الفيسبوك https://www.facebook.com/dedehmed