عشرات الآلاف يشيعون الرئيس الإيراني السابق

يشارك عشرات الآلاف من الإيرانيين في تشييع جنازة الرئيس السابق، وأحد رموز الثورة الاسلامية، علي أكبر هاشمي رفسنجاني، الذي توفي الاحد إثر نوبة قلبية. وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن "عشرات الآلاف احتشدوا في جامعة طهران صباح الثلاثاء للمشاركة في جنازة رفسنجاني التي يتقدمها المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي".

وبث التلفزيون لقطات لمواطنين إيرانين تدفقوا إلى الشوارع المحيطة بالجامعة للمشاركة في صلاة الجنازة التي التي سيؤمها المرشد آية الله علي خامنئي. وكان رفسنجاني توفي في مستشفى الشهداء في العاصمة الايرانية طهران الاحد عن عمر ناهز 82 عاما.

ويقول محللون إن جنازته الى استعراض للقوة من جانب التيار الاصلاحي المعتدل في ايران، وهو التيار الذي كان ينظر اليه كقدوة ودليل في السنوات الاخيرة.

ولكن الشعبية التي يتمتع بها رفسنجاني من القوة بمكان بحيث يتوقع أن يشارك التيار المتشدد بكثافة في تشييعه للاثبات بأنه كان ينتمي الى هذا التيار.

في غضون ذلك، يتوالى وصول برقيات التعازي من أنحاء العالم، منها برقية بعثت بها وزارة الخارجية الأمريكية وصفت فيها الرئيس السابق بأنه "شخصية بارزة" في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وقالت الوزارة في رسالتها "نبعث بتعازينا لأسرته ومحبيه".

وأعلنت ايران الحداد لمدة 3 ايام حزنا على رفسنجاني الذي كان ينظر اليه على أنه من أعمدة الثورة الإسلامية ولكنه تحول الى داعية للاصلاح وقوة تجابه التيار المتشدد في ايران.

وقال الرئيس حسن روحاني مؤبنا رفسنجاني "لقد فقد الاسلام كنزا ثمينا، وفقدت ايران قائدا عسكريا فذا، وفقدت الثورة الاسلامية حامل راية شجاعا وفقد النظام الاسلامي حكيما نادرا." وكانت القيادة الايرانية السياسية والدينية حضرت الاثنين حفلا تأبينيا اقيم في حسينية جامران في طهران على روح الرئيس السابق. والحسينية المذكورة تديرها اسرة مؤسس الجمهورية الاسلامية آية الله خميني.

وسيدفن رفسنجاني في ضريح خميني جنوبي طهران.

وقالت وكالة الانباء الطلابية الايرانية إن وفاة رفسنجاني كانت "خسارة كبرى للمعتدلين"، واصفة اياه بأنه "شيخ المعتدلين". يذكر أن رفسنجاني كان من اقوى المؤيدين لروحاني واشد المساندين للاتفاق النووي الذي ابرمته ايران مع القوى الدولية الكبرى.

وشكر ابن رفسنجاني الاصغر ياسر البالغ من العمر 46 عاما اولئك الذين أبنوا والده "لولائهم ولطفهم". وقال "رأيت تعابير عن الحب لم أصدقها، إن صلوات الشعب لوالدي تريح قلوبنا".

ولكن لم تكن كل ردود الفعل ايجابية، فقد قالت مريم رجوي زعيمة الجناح السياسي لحركة مجاهدي خلق المعارضة إنها تأمل ان تنهار الجمهورية الاسلامية بوفاة رفسنجاني. وقالت في بيان "مع موت علي اكبر هاشمي رفسنجاني، إنهار احد طودي الفاشية الاسلامية التي تحكم ايران ويقترب النظام بأسره من الانهيار".

لكن الرئيس السوري بشار الاسد بعث بتعازيه، وقال إن رفسنجاني اشتهر "بمواقفه الشجاعة والصريحة وبعمله الدؤوب في سبيل كرامة وحرية الشعب الايراني". وعبر وزير الخارجية التركي مولود قاوش اوغلو عن تعازيه في تغريدة قال فيها إنه "حزن حزنا عميقا" لوفاة رفسنجاني.

أما الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله، فوصف رفسنجاني بأنه "رجل عظيم" و"داعم ومساند" للتشيع السياسي المعاصر في الشرق الاوسط. وقال إن وفاته تعد خسارة للعالم الاسلامي.